د.أسامة الغزالي حرب
الزميل و الابن العزيز خالد داوود مساعد رئيس تحرير "الأهرام ويكلي" ، والمتحدث الرسمى باسم حزب الدستور، كتب فى عموده بجريدة التحرير مقالا يوم السبت الماضى (7/11) بعنوان "باى باى صحافة" يعترض فيه بشدة على المادة 33 التى وردت فى مشروع قانون مكافحة الإرهاب، والتى انتفضت ضدها الجماعة الصحفية و نقابة الصحفيين ، رافضين بحسم المساس بالمكسب العظيم الذى أحرزه الصحفيون المصريون عبر نضالهم المهنى و النقابى الطويل بحظر الحبس فى قضايا النشر. إننى أعرف خالد داوود منذ ان تخرج فى الجامعة الأمريكية فى منتصف الثمانينات و أسهم معنا فى أنشطة مركز الدراسات السياسية و الاستراتيجية ، قبل أن يلتحق للعمل بالأهرام.و فى غمار ثورة 25 يناير، عرفت خالد على د. محمد البرادعى الذى قدر دور خالد فى التواصل مع الصحفيين الأجانب الذين كانوا يتطلعون بشغف لمن يشرح لهم مجريات أحداثها ،ولذا لم تكن مصادفة أن كان خالد من أوائل من أسهموا فى بناء حزب الدستور.
خالد فى دفاعه عن حرية الصحافة أثار شجونى عندما دلل على كلامه بما حدث من الصحافة المقيدة، غير الحرة، فى غمار هزيمة يونيو 1967. لقد ولد خالد فى تلك الفترة ولكننى كنت فى العشرين من عمري، والذى لا يعرفه خالد أننى فى تلك السن لمست مباشرة مصيبة و كارثية الصحافة غيرالحرة لدرجة أننى أحتفظ حتى الآن بنسخ من بعض صحف تلك الفترة كى أطلع عليها أولادى و أحفادى ليعرفوا معنى أن تكون الصحافة حرة. وهذه عينة من مانشيتات الصحف: فى مساء يوم الإثنين 5 يونيو كان مانشيت صحيفة المساء "أسقطنا 70 طائرة للعدو" وفى صباح الثلاثاء 6 يونيو 1967 كان مانشيت الأخبار: "اسقطنا 86 طائرة للعدو، قواتنا تتوغل داخل سيناء و تقضى على هجوم للعدو بالكونتلة...إلخ"
أما مانشيت الأهرام يوم 7 يونيو فكان "الطيران الأمريكى و البريطانى يعمل ضدنا فى المعركة، وجاء فى نص الخبر:"وفى عدد كبير من المواقع كانت لقواتنا السيطرة الكاملة التى مكنتها من اسقاط أعداد كبيرة من طائرات العدو"، و لم نعلم فى حينها أن الطيران المصرى كله كان للأسف قد ضرب فى قواعده صباح 5 يونيو ، وأن أبناءنا من الجنود و الضباط واجهوا دبابات العدو التى تتقدم فى سيناء بدون غطاء جوي، وأننا تعرضنا لهزيمة مهينة لم يمحوها إلا نصر أكتوبر العظيم.