د.أسامة الغزالي حرب
الاجتماع الذى عقده الرئيس عبد الفتاح السيسى أول أمس (الخميس 16/4) مع اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية، و اللواء خالد فوزى رئيس المخابرات العامة، و اللواء محمد الشحات مدير المخابرات الحربية الجديد، وعدد آخر من القادة العسكريين والأمنيين، والذى احتلت أنباؤه عناوين الصحف أمس، هو اجتماع مهم لمواجهة استمرار و تصاعد العمليات الارهابية.
و لا شك أن الجرائم الثلاث الأخيرة: فى سيناء (التى أسفرت عن استشهاد 13 من رجال القوات المسلحة والشرطة)، وقرب مدينة الإنتاج الإعلامى (تدمير أبراج الكهرباء)، ثم فى كفر الشيخ (استشهاد طالبين بالكلية الحربية) تعكس تطورا نوعيا استوجب هذا التحرك من الرئيس و القادة العسكريين والأمنيين. غير أننى أرفع صوتى بكل قوة لأخاطب الرئيس السيسى وأقول له ياسيادة الرئيس، ليس بالأمن وحده نقضى على الإرهاب! وينبغى ألا نحمل الجيش والشرطة وحدهما هذه المسئولية. الإرهابيون لا يأتى معظمهم من خارج البلاد، ولكنهم موجودون بيننا، فى بيوتنا فى المدن والقرى ، بعضهم مأجورون ومعظمهم مغيبون تحت تأثير أفكار تخريبية زرعت فى رؤوسهم، ولذلك لايقل أهمية عن المواجهه الأمنية، تجفيف منابع هذا الخطر، وتلك هى مسئولية كل القوى الحية فى مصر: الأحزاب السياسية، والمجتمع المدنى، ومراكز الأبحاث...إلخ
أين المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية؟ اين الجامعات المصرية وأقسامها المتخصصة؟ هناك مقولة شائعة للزعيم الصينى الكبير ماوتسى تونج مفادها أن الإرهابيين ومقاتلى العصابات يوجدون فى المجتمع مثلما يوجد السمك فى الماء، فإذا جففنا الماء سوف يفقد الإرهابى البيئة الحاضنة له. وهناك مثلا مناطق معينة أصبح معروفا تركز الإرهاب فيها مثل المطرية أو حلوان أو كرداسة، فهل ذهبت إليها قوافل أو بعثات من المجتمع المدنى للحوار والتفاعل مع الأهالى هناك؟ أين المئات من قصور أو بيوت الثقافة المنشرة فى كل أنحاء مصر والتى يمكن بالقطع أن تكون منارات للتنوير وتشجيع الإبداع. أين المثقفون وأساتذة الجامعات و الفنانون ؟ مشكلة الإرهاب لن يحلها أبدا الأمن فقط!