د.أسامة الغزالى حرب
مع التقدير لكل وزراء الجكومة الجديدة، فإننى أشيد بالذات باختيار د.جابر عصفور وزيرا للثقافة، وأعتقد أنه نموذج لاختيار الرجل المناسب فى المكان المناسب،..
لأكثر من سبب: أولها، أن د. عصفور مثقف حقيقى مهموم بقضايا وطنه، وبمستقبله، وهو أستاذ جامعى مرموق، له مؤلفاته وأعماله الفكرية الرصينة، وخبرته الدولية الواسعة والمتعددة. ثانيها، أن جابر عصفور يدرك ويستوعب القيم الأساسية التى أرستها ثورتا 25 يناير و30 يونيو التى يفترض أنها تشكل أساسا للتغيير الثقافى المأمول فى مصر، والتى تقع فى مقدمتها قيم «الدولة المدنية». ولأن د.عصفور يستوعب أيضا الثقافة الإسلامية جيدا، لن يكون من السهل التشكيك فى أفكاره وآرائه الثابتة حول «مدنية الدولة». وهو من تلك الزاوية لابد وانه يدرك نواحى القصور الكبيرة فى مجال الثقافة، والتى تتعداها إلى مجالات التعليم و الإعلام...إلخ. ثالثا، أن عصفور هو أيضا ابن لوزارة الثقافة، وأحد أبرز وأقدم كوادرها، وتولى أمانة المجلس الأعلى للثقافة لمدة طويلة تمتد لفترة طويلة من 1993 إلى 2003 حيث حرص على أن يكون تكوين المجلس بكافة لجانه وفروعه منفتحا على كافة المثقفين المصريين. وكان توليه لوزارة الثقافة لفترة قصيرة للغاية فى وزارة أحمد شفيق فى يناير 2011 تجربة عابرة شاء بعدها أن يستقيل من الحكومة مسجلا تحفظاته عليها، ومؤيدا لشباب ثورة 25 يناير . إننى أدرك ثقل المهمة الملقاة على عاتق د.عصفور و صعوبتها بعد فترة طويلة من الركود فى كثير من مناحى وزارة الثقافة، ولكنى أثق فى نجاحه إن شاء الله، ويبقى على كل المثقفين أن يدعموه بتجرد ومسئولية تفرضها المرحلة التاريخية التى تمر بها مصر اليوم!