د.أسامة الغزالي حرب
فى طابا، على أطراف الحدود الدولية مع إسرائيل ، عند رأس خليج العقبة، توجد فنادق كثيرة ينتمى معظمها إلى سلاسل فندقية عالمية كبرى (إنتركونتننتال، هيلتون،سونستا، ماريوت، موفينبيك، سوفيتيل....إلخ).
بينها يوجد فندق مصرى ملكية و هوية و إدارة، تمتلكه و تديره وتقيم فيه سيدة مصرية ، مقدمة نموذجا مشرفا للمرأة المصرية العاملة و الرائدة فى مجالها، إنها السيدة «نادية شلبي» المعروفة فى المجتمع السياحى فى طابا و نويبع، وعضو «جمعية مستثمرى السياحة فى طابا و نويبع». وهى تحرص على أن ترتقى بمستوى أدائها اعتمادا فقط على خبرتها و على الموظفين و العمال المصريين بدون أى عنصر أجنبي. لقد رفعت نادية شلبى صوتها بقوة، مرات عديدة ، من خلال الصحف و القنوات التليفزيونية تنبه إلى مشاكل السياحة فى المنطقة من طابا إلى نويبع التى وصل الإشغال الفندقى فى أغلبها إلى صفر تقريبا! إننى هنا أدعمها و أضم صوتى إلى صوتها، بعد أن شهدت الحالة على الطبيعة هناك. والمحزن، أن هذا يحدث فى وقت لا تعانى فيه الفنادق القريبة فى العقبة و إيلات من هذا الركود المخيف. السبب فى ذلك، أولا الأعمال الإرهابية التى وقع آخرها فى 16 فبراير الماضى واستهدف حافلة سياحية قرب مركز طابا الحدودي، والذى لقى فيه ثلاثة سياح كوريين والسائق المصرى مصرعهم، وأصيب 41 آخرون! أما السبب الثانى و المؤسف فهو السيول التى انهمرت فوق طابا و ما حولها فى مارس الماضى والتى قدرت خسائرها بما لا يقل عن 400 مليون جنيه. والمؤلم و المدهش هنا أن هذه المياه إذا أحسن الاستعداد لها والتعامل معها وتخزينها يمكن أن تسهم فى مستقبل زراعى واعد فى سيناء. وسط هذه الظروف وجدت الفندق عند نادية مزدحما، وعندما سألت قالت أن هذا الازدحام موسمى فقط ، وأن هؤلاء هم عرب إسرائيل، فلسطينيو 1948 الذين لم يتركوا بلدهم، وعاشوا فيه يقاومون العنصرية الصهيونية ، وأنهم اعتادوا العبور إلى مصر ليقضوا اجازة الأضحى فيها، أما اليهود فقد امتنعوا عن المجيء خوفا من «الإرهاب»،وتبعتهم شركات السياحة الكبري، لتبقى عشرات الفنادق خاوية، وتسجل السياحة المصرية و الاقتصاد المصرى المزيد و المزيد من الخسائر!