د.أسامة الغزالى حرب
الإبداع الفنى – بجميع فروعه- هو أحد أهم أعمدة الثقافة المصرية، وفى مقدمة مظاهر ازدهارها، وعندما نحتفى بعمل فنى جديد وناجح فإننا فى الواقع نشجع وندعم أحد أهم عناصر «القوة الناعمة» المصرية.
فى هذا الإطار يستحق مسلسل «سجن النسا» التحية باعتباره عملا متميزا وراقيا. غير أن الأمر اللافت –ابتداء- فى هذا المسلسل الناجح هو أنه نموذج للإبداع «النسائى» المتكامل تأليفا وإخراجا وتمثيلا! فهو من أعمال الكاتبة الراحلة الكبيرة فتحية العسال التى غادرت دنيانا فى الشهر الماضى فقط، بعد عمر حافل بالإسهام النشط فى الأدب وفى الحياة العامة. والمخرجة هى الأستاذة كاملة أبو ذكرى، التى سبق أن حاز فيلمها «واحد صفر» أكثر من تقدير عالمى ينبىء بمكانة راسخة لها فى السينما المصرية. أما البطولة فهى للنجمة المتألقة نيللى كريم. لقد اجتهد هذا الثلاثى ليقدم لنا عملا متميزا، اعتقد أن أروع مافيه هو تجسيده لحياة ومعاناة المرأة ومشاعرها الجياشة والمتناقضة إزاء الرجل، من خلال حياة السجن بكل مافيها من قصص ومآس. غير أن ما أحب أن أشير إليه هنا بالذات هو الدور الرائع الذى تلعبه نيللى كريم، والذى يذكرنا بإبداعات الفنانة العظيمة فاتن حمامة، والذى دفعنى إلى التنقيب فى سيرتها الحافلة. فإذا كانت نيللى قد لفتت الأنظار إلى أدوارها المتميزة على الشاشتين الكبيرة والصغيرة، فإن اللافت أيضا هو كثرة أعمالها وغزارة انتاجها بالقياس إلى سنها! (حوالى عشرين مسلسلا، وأكثر من 25 فيلما وعدد من البرامج والأعمال الأخرى) وعندما نعرف أنها ابنة لأب مصرى وأم روسية، وأنها عاشت عشر سنوات من صباها فى روسيا، وتعلمت فن الباليه فى أعظم معاقله، لتكون فى مصر من نجومه فى الأوبرا المصرية، كل هذا قبل أن تبدأ حياتها الفنية الحافلة، فإننا ندرك أننا أمام موهبة متعددة، ونجمة كبيرة، تستحق كل تقدير واحترام!