د.أسامة الغزالى حرب
بعد مرور أكثر من ثلاثة اعوام و نصف العام على ثورة 25 يناير 2011 هل يوجد اليوم «تأريخ» لهذه الثورة، وفقا للمعايير العلمية لكتابة التاريخ؟ للأسف، ليست لدى إجابة عن هذا السؤال.
ولذلك فإننى أتوجه به بكل تواضع للزملاء و الأساتذة المتخصصين فى التاريخ الحديث و المعاصر. أعلم أن هناك معاييرو ضوابط للكتابة بهذا المعني، ربما كان منها مرور فترة زمنية معقولة تسمح بالتقييم و التحليل الموضوعى للوقائع...إلخ ولكن تظل كتابة هذا «التأريخ» أمرا مطلوبا و واجبا ، علميا و وطنيا. أقول هذه المقدمة الطويلة، بمناسبة الكلمة التى كتبها الأستاذ الجليل د. محمد أبو الغار، فى عاموده بجريدة «المصرى اليوم» صباح الجمعة الماضى (15/8) ص4 بعنوان:«تعليق شاهد عيان على رواية اللواء المراسي» والتى تناول فيها أحد مشاهد يوم الجمعة 28 يناير 2011 فى غمار ثورة 25 يناير. فلا شك ان من بين «المادة الخام» اللازمة لكتابة التاريخ ، المذكرات الشخصية لصانعى تلك الوقائع و المشاركين فيها، وكذلك «يوميات» الأحداث كما تم رصدها فى الصحف و وسائل الإعلام. ومن حسن الحظ أن ثورة يناير قامت فى وقت ثورة الإتصالات و المعلومات ، التى أتاحت إمكانية التسجيل الدقيق و المفصل لكل الأحداث، والتى أتاحت فى يد كل مواطن تقريبا «كاميرا» يسجل بها الأحداث من موقعه الخاص. ويكفى هنا مثلا أن نرجع إلى ال «يو تيوب» لنلاحظ طوفانا هائلا من المشاهد التفصيلية لكل شيء تقريبا. لقد تحدث د. ابو الغار فى كلمته المشار إليها عما حدث ظهر يوم 28 يناير عند مسجد «الاستقامة» فى ميدان الجيزة حيث كنت شخصيا هناك معه ومع د. محمد البرادعى وإبراهيم عيسى وعدد كبير من الشخصيات العامة و المواطنين فى صلاة الجمعة خارج المسجد، ولكنى أذكِر د. أبو الغار بأن ما فوجئنا به فى تلك اللحظات لم يكن «العصي» فقط، ولكن «مدافع المياه» التى رأيتها فى ذلك اليوم للمرة الأولي، والتى انهالت علينا بمجرد انتهاء الصلاة ، ووجدت نفسى فى ثوان وكاننى خارج لتوى من البحر بكامل ملابسى التى أثقلتها المياه. وأعود لمقدمة حديثى : هل هناك تسجيل علمي، منظم و شامل ، لأحداث ثورة 25 يناير؟ أتمنى أن أتلقى ردا !