بقلم : صلاح منتصر
أكتب على عجل راجيا أن يصل صوتى إلى الأستاذ كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة والسادة رؤساء مجالس إدارات الصحف الذين على وشك أن يقرروا زيادة أسعار بيع الصحف لمواجهة الزيادة الكبيرة فى نفقات الصحيفة وعلى رأسها الورق وتكاليف الطباعة وغيرها والتى نستطيع تحديدها فى النقاط التالية :
1ـ يعتبر الورق بالنسبة للصحيفة مثل الدقيق فى صناعة الخبز ، وفى الفترة الأخيرة تضاعف تقريبا سعر دقيق الصحف من 520 دولارا للطن إلى 980 .
2ـ فى كل مرة كانت ترتفع فيه تكاليف الورق كانت الصحف تلجأ إلى زيادة سعر بيعها مما جعل كثيرا من القراء يدخلون يوميا امتحان الاختيار بين دفع ثمن الصحيفة التى تعودوا عليها أو إنفاقه فى احتياجات أخرى زادت بدورها ولا تقل ضرورة.
3ـ بسبب زيادة سعر بيع الصحف فى كل العالم انخفض توزيعها بصورة كبيرة، وساعد على ذلك التطورات التى جرت فى وسائل الاتصال وسهولة معرفة الأخبار بسرعة وانتشار المواقع الإلكترونية التى أصبحت ضرورة لكل صحيفة فى خطوة لإلغاء طبعتها الورقية والاتجاه إلى الطبعة الإلكترونية ، وهو ماحدث فعلا فى عدد من الصحف العالمية التى أصبحت تصدر بصورة إلكترونية. إلا أنه يقلل من فرصة تحول الصحف فى مصر إلى نشرات إلكترونية الثقافة اللازمة لذلك . وعندما يتحول التعليم فى مصر إلى نظام «التابلت» الجديد الذى يقوده الدكتور طارق شوقى وزير التعليم فسوف يسهل ذلك كثيرا على الصحف الانتقال إلى الطبعة الإلكترونية .
4ـ الزيادة الجديدة التى يفكر فيها أصحاب الصحف (رفع السعر من جنيهين إلى ثلاثة جنيهات) سوف تكون قاصمة للصحف فى هذه المرحلة وستؤدى فى رأيى إلى نتائج عكسية ضارة بالصحافة، والحل الذى أقترحه تخفيض جميع الصحف بعض صفحاتها وتجويد إنتاجها تبعا لقدراتها الإعلانية، وهو حل صعب نسبيا عن حل زيادة السعر، ولكنه ينقذ الصحف من تأثير الزيادة التى يفكرون فيها، والتى أتوقع، لو حدثت، ثورة القارئ وغضبه منها وعلى الصحف ستكون بصورة فاصلة فى تاريخ الصحافة المصرية !
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: الأهرام