بقلم : صلاح منتصر
هناك حقائق واضحة لا تغيب عن قارئ الصحف المصرية أولاها أن مصر لم تشهد فى أى فترة هذا الكم الكبير الذى يصدر اليوم من الصحف اليومية والأسبوعية .
الحقيقة الثانية أن فكرة السبق الصحفى التى تقوم عليها المنافسة بين الصحف تكاد تختفى بعد أن أغلقت الوزارات أبوابها فى وجه الصحفيين وطلبوا منها بناء على أمر من الرئيس عبد الناصر بعد انفصال سوريا، أن تقوم كل وزارة بإنشاء مكتب للعلاقات العامة يرسل الأخبار لمندوبى الصحف فى صحفهم، مما أدى إلى أن أصبحت الأخبار المنشورة فى الصحف صورة واحدة بالكربون لا حياة فيها.
الحقيقة الثالثة أن القارئ لم يعد يعتمد كما كان من قبل على الصحف فى معرفة الأخبار فالمصادر السريعة والعديدة أصبحت سباقة وما تحاوله الصحيفة المجتهدة هو إضافة تحليل على الخبر أو تجميله عنوانا وإخراجا ليأخذ شكل طبق الطعام المختلف.
الحقيقة الرابعة أن مجال المنافسة بين الصحف أصبح يتركز فى مجال الكتاب الذين يكتبون للصحيفة ونجاحهم فى إقامة علاقة مع القارئ.
الحقيقة الخامسة أنه على مستوى العالم زادت وبصورة بالغة تكاليف إصدار الصحف نتيجة ارتفاع تكاليف الورق والخامات والطباعة والنقل فى الوقت الذى تحملت فيه الصحف القومية على طول السنين بعدد ضخم من العاملين يمثلون عبئا مستمرا اضطر هذه الصحف إلى اللجوء إلى الدولة المالكة للصحف لسد العجز الذى تواجهه سنويا
الحقيقة السادسة أن توزيع الصحف انخفض فى مصر وفى كل العالم، ففى العالم اتجه الشباب إلى الوسائل الإلكترونية مما كانت نتيجته تحول صحف ورقية كثيرة إلى إلكترونية، أما فى مصر وكما شرحت أمس فقد زاد عدد السكان الذين تعلموا فى المدارس ولكن نقص عدد القراء لأن عددا كبيرا من الأجيال الصاعدة لم يتعلموا أو يتعودوا قراءة الصحف فى بيوتهم.
الحقيقة السابعة أن مشكلة الصحافة ليست مصرية بل عالمية. وأنهم فى الخارج يعدون الإعلام والإعلاميين لشكل مختلف سيتحول إليه الإعلام خلال سنوات قليلة، بينما طريق التحول يبدو أمامنا فى مصر أطول.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: الأهرام