بقلم_ صلاح منتصر
من الواضح أن فكرة فيلم الممر سيطرت طويلا على مؤلفها ومخرجها الفنان شريف عرفة، ومن ثم جاءت بالنتيجة التى أصبحنا نشاهدها والتى ترضى الذين تستثيرهم المعارك الحربية خاصة عندما تكون مع عدو مطلوب الثأر منه، وأيضا الذين يرون فى الحروب مجالا كبيرا للقصص المليئة بشحنات العواطف ومشاعر الإنسانية التى لا تتغير مع الزمن.
يعتبر الممر فيلمين فى ساعتين ونصف، الفيلم الأول يتحدث عن هزيمة 67 وآثارها على المصريين، والثانى حكاية كتيبة من قوات الصاعقة المصرية يقودها المقدم نور (أحمد عز)، يصدر إليها الأمر فى ظل حرب الاستنزاف التى بدأتها قواتنا يوم 8 مارس 1969 بالتسلل إلى سيناء لمهاجمة معسكر كبير للعدو الإسرائيلى. ورغم تغيير القيادة أوامرها وطلبها إلغاء العملية فإن الكتيبة تواصل العملية بعد أن عرفت بوجود زملاء لهم أسرتهم إسرائيل فى معسكرها. وعلى مدى الساعة تجرى أدق وأطول معركة حربية شهدتها السينما المصرية فى تاريخها.
أبرز معانى الفيلم الأول الذى يتحدث عن الهزيمة مشاعر العذاب النفسى الرهيب الذى عاناه آلاف الضباط عندما عادوا من جبهة 67 وأصبحوا تحت قذائف النكت التى انهالت عليهم تسخر من انسحابهم. حتى فى البيوت شعر الضباط أمام أسرهم بأنهم لا يستحقون المكانة التى يحتلونها. وشهدنا صورة إنسانية بالغة بين أحمد عز وزوجته الرائعة هند صبرى. أحمد على طريقة عبد الناصر يوم 9 يونيو يعتبر نفسه لا يستحق ثقة هند ويعطيها حرية اختيار حياتها بعيدا عنه، وهند تعلن تمسكها به وتثبت له بالخطابات والمناديل والهدايا البسيطة التى احتفظت بها أنها أحبته بصدق ولا يمكن أن تتخلى عنه فطريقهما واحد. مشهد على أعلى درجة من الإنسانية والأداء والروعة يعكس ماتحمله أبطال 73 من عذابات نفسية داخل وخارج البيوت.
الأداء رائع بدرجة ممتاز من الجميع، سواء فى الجانب الإنسانى أو البطولى العسكرى، تصاحبه موسيقى عمر خيرت التى ارتقت بالعمل ليصبح على درجة عالمية!