صلاح منتصر
من طابا لإثيوبيا :رغم أيام البحث والسهر والسفر لإعداد ملفات الجانب المصرى فى الدفاع عن تراب الوطن فى طابا ، إلا أن النهاية التى لاقتها كتيبة الدفاع كانت محبطة .
يحكى نبيل العربى الذى تولى أركان حرب المعركة القانونية ،فى كتابه «طابا وكامب ديفيد. دار الشروق» أنه يوم 19 مارس 1989 وبناء على تعليمات رئاسة الجمهورية حملت طائرة خاصة أفراد كتيبة معركة طابا الدبلوماسية ، للمشاركة فى الاحتفال المهيب الذى حضرته قيادات الدولة فى طابا . وبعد أن رفع رئيس الجمهورية العلم إعلانا عن استعادة طابا ، وقف المشاركون الذين عانوا عديد المشكلات والمتاعب التى مرت بهم خلال سبع سنوات ، فى إنتظار أن يتكرم رئيس الجمهورية بتحيتهم وشكرهم كما أبلغتهم مراسم رئاسة الجمهورية قبل بدء الاحتفال. «وبالفعل اتجه رئيس الجمهورية نحونا، وفى طريقه سمعنا من ينادى ياريس.. ياريس.. وتبين أن المنادى كان الممثل الراحل فريد شوقى وكانت بجانبه الفنانة يسرا وهشام سليم ، فغير رئيس الجمهورية اتجاهه وذهب اليهم وتحدث معهم بعض الوقت ، ولم يحضر لتحيتنا ـ كما كان مقررا ـ ويتحدث معنا، وكنا نتوقع أن يشكر فريق الدفاع الذى نجح فى الحفاظ على تراب الوطن ولكنه غادر الاحتفال . وبقينا عدة دقائق فى حالة دهشة تامة ثم عدنا إلى القاهرة ، وبذلك اسدل الستار على ما أطلق عليه قضية العصر» .
هكذا بلا وسام وعدوا به ،وبلا شهادة تقدير، وبلا حتى كلمة شكر . انتهت المعركة التى قال الإسرائيليون إنهم كانوا واثقين من أنهم سيكسبونها ، لا لقوة حججهم وانما لتوقعهم أن يقع المصريون فى أى خطأ لم يحدث ان وقعوا فيه لأنهم أجادوا التخطيط .
اليوم بعد 25 سنة ومع ثورة تعيد قراءة التاريخ بموضوعية وإنصاف، من حق مقاتلى طابا تحيتهم وتعظيم واستعادة تفاصيل معركتهم ومنحهم وساما لا يضيف إليهم كسبا ماديا، وانما يكون كلمة حق يستحقونها، حتى ولو بعد ربع قرن لأن مصر لا تنسى مقاتليها الشرفاء.