صلاح منتصر
في حوار الجمعة مع لميس الحديدي العائدة من اجازة فقدت فيها عدة كيلوجرامات جعلتها رشيقة وأكثر هدوءا و صوتها منخفضا نسبيا ،
كان من بين الموضوعات المهمة التي أشار إليها الأستاذ محمد حسنين هيكل في حواره معها مشروع ربط محافظات الصعيد بالبحر الأحمر الذي سبق الإعلان عنه ، متجاهلا الفروق الواضحة بين الاثنين . فمحافظات الصعيد تعيش اقتصاديا علي الزراعة بينما أساس اقتصاد البحر الأحمر السياحة . وبيئة الصعيد ومشكلاتها وحياة الناس علي النهر العذب تختلف تماما عن بيئة الساحل ومشاكله وحياة الناس علي البحر المالح. ولهذا قال الأستاذ هيكل إنه غير مطمئن لمشروع ربط كل محافظة من محافظات الصعيد بجزء من البحر الأحمر وكأنها عملية توزيع للشاطئ السياحي الجميل علي محافظات الصعيد مما ستكون نتيجته تصدير مشكلات الصعيد إلي البحر الأحمر وعدم نجاح الاثنين . وقال الأستاذ هيكل إنه يعرف أن عددا من الاقتصاديين ورجال الأعمال عبروا في اجتماع لهم مع المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء عن هذه الآراء والمخاوف ، وكان رد رئيس الوزراء أنه مع تقديره لهذه الآراء لكن "هذا مشروع سياسي " !
وقد سادت عبارة "قرار أو مشروع سياسي " علي أساس أنها تعبر عن مشروع أوضحت دراسات الخبراء الإقتصادية والمتخصصين أنه غير إقتصادي وتكاليفه أكبر من فوائده ، مع ذلك قررت القيادة السياسية تنفيذه فكان أن تم تعظيم قرار الرئيس وتجاهل الدراسات التي تعارض المشروع . وحتي تكتمل الصورة فإنه لم يثبت علي حد علمي نجاح مشروع جري تنفيذه علي هذا الأساس السياسي دون الإقتصادي .
وقد يكون ممكنا في أوقات الرفاهية والمال الزائد تنفيذ بعض المشروعات لأسباب سياسية أما في حالة الضنك الذي نعيشه وكل مانصرفه مستحق علي أولادنا وسيسددونه مستقبلا، يصبح من الواجب بل الحتمي إعطاء الاعتبارات الاقتصادية الأولوية الأولي .
المشروعات كثيرة وعلينا أن نحسن اختيار ما نبدأه وأن يكون الإختيار علي الأساس الاقتصادي لا السياسي وإلا سنعود للبكاء والندم من جديد علي أطلال مشروعات ضيعنا فيها فلوسنا واهم من ذلك عمرنا ومستقبل أولادنا !