صلاح منتصر
الحكومة تتعامل مع أزمة الكهرباء بحنان وخوف من «زعل» الشعب ، ولهذا تمتلئ الصحف بالتصريحات المتناقضة .فوزير يتحدث عن رفع أسعار الكهرباء وآخر يؤكد أنه لا مفر من انقطاع الكهرباء طوال الصيف فى الوقت الذى يخرج فيه وزير آخر يبشر المواطنين بأنه لا زيادة فى أسعار البترول ، وتقرر الحكومة استخدام الفحم والعمل بالتوقيت الصيفى فى الوقت الذى تطل الابتسامة من أحد كبار الوزراء الذى يؤكد فى ثقة أن الأزمة ستنتهى بعد شهرين !
وهو تناقض إن دل على شيء فعلى عدم اتفاق الحكومة على سياسة واحدة أو ترددها فى إزعاج المواطنين ومواجهتهم رغم الحقيقة المؤكدة بأن هناك أزمة كهرباء إذا لم نواجهها بسرعة فسيأتى وقت يسود فيه الظلام ونقول ياريتنا .
هل يضر الملايين إصدار الأوامر بإطفاء إعلانات الشوارع والميادين والاكتفاء برؤية هذه الإعلانات نهارا ؟ وهل يضر الملايين مطالبة المحال بإطفاء نوافذها المضاءة فى الساعة التاسعة ، وأن ينتهى عمل هذه المحال فى الحادية عشرة، وانتهاء العمل فى المطاعم والمقاهى ودور السينما فى منتصف الليل ، وأن تنتهى جميع برامج التليفزيون فى الواحدة صباحا ؟
وغير ذلك من الضروريات الملحة استخدام «اللمبات الموفرة» التى تحدث عنها المشير السيسى التى يمكن الاختلاف حول إجمالى ماتوفره ولكنها بالقطع لها تأثير كبير فى تخفيض استهلاك الكهرباء على الدولة والمواطنين أيضا. وقد أنهت هذه اللمبات فى أمريكا وأوروبا ومعظم الدول تجارة اللمبات وتتركز حاليا فى نوعين : نوع يشبه اللمبات الفلورسنت المعروفة ولكن فى أشكال مختلفة واسمها CLF وهو اختصار لعبارة كومباكت فلورسنت لامب ، ومتوسط فترة عملها عشرة آلاف ساعة . وهذا النوع يوفر نحو نصف استهلاك اللمبة العادية ، ولكن هناك نوعا أحدث وأكثر وفرا وهو المعروف بلمبات LD وأنواره غير الأبيض منها الأحمر والأصفر والأخضر، وهذا النوع أغلى ولكن متوسط عمره يصل إلى خمسين ألف ساعة ولا يصدر سخونة تؤثر على ماحوله وبالتالى أكثر أمانا . لكن الغريب أن الدولة تفرض على هذه اللمبات رسوما جمركية مرتفعة فى الوقت الذى يجب أن تشجع على استعمالها وإلغاء ماعليها من رسوم لتدخل كل بيت !