لهذا يكرهون الحوار

لهذا يكرهون الحوار

لهذا يكرهون الحوار

 عمان اليوم -

لهذا يكرهون الحوار

د. وحيد عبدالمجيد

ليس غريباً أن يكره من نشأوا على الترهيب والتعنيف، وتعودوا على تنفيذ الأوامر والتعليمات، كلمة الحوار إلى حد التحريم. ولذلك لم يكن مثيراً للدهشة انزعاجهم الشديد من دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى شباب «أولتراس أهلاوى» إلى اختيار عشرة منهم يطمئنون إليهم ليبحثوا قضية مذبحة ستاد بورسعيد التى راح ضحيتها أكثر من 70 منهم فى الأول من فبراير 2012.

ولأن هذا البحث ينطوى على نقاش وأخذ ورد سعياً إلى فهم ما لا يزال غامضا حتى الآن، فهو يحمل معنى الحوار الذى لم يتقدم أى بلد فى غيابه. ولكن كارهى أى حوار فى أى سياق لا يعرفون إلا القوة والضرب والعنف من ناحية وشراء الولاءات والضمائر من الناحية الثانية، أى «العصا والجزرة».

وهم يعيشون على هذا النحو فى مرحلة من مراحل ما قبل العصر الحديث. فقد ظلت «العصا» هى الأسلوب الرئيسى على مدى عصور متوالية طوال التاريخ المسجل الذى نعرفه. وكانت «الجزرة» أسلوباً مكملاً فى حالات معينة حتى بدأ ادراك أهمية الحوار مع اكتشاف قيمة العقل الإنسانى وقدرته على حل كثير من المشاكل. وصارت العقلانية مبدأ أساسياً من مبادئ النهضة والتنوير التى انطلقت من أوروبا.

ومع ذلك فعلى مدى تاريخ العالم قبل أن يعرف هذه المبادئ، كانت هناك محاولات للعقلنة وقبسات من نور تظهر أو تومض من وقت إلى آخر فى الفكر والفلسفة منذ أن بزغا فى اليونان القديمة بصفة خاصة. وظل العقلاء يحاولون وضع حد لحالة كان مؤداها أن القوة هى التى تصنع الحقيقة، فضلاً عن أنها تنشئ الحق، ويسعون لأن يكون العقل هو الطريق إلى اكتشاف هذه الحقيقة، قبل إدراك أنه لا يمكن أن تكون هناك حقائق مطلقة فى الحياة، وأن الحقيقة دائماً نسبية.

وكانت هذه بداية التحول النوعى الأكبر فى تاريخ البشرية التى أصبح الحوار هو سبيل من هم أكثر تحضراً فيها0 ولم تعد القوة تعنى العنف والبطش والطغيان, بل الحوار والتفاهم والبحث عن حلول وسط للخلافات فى إطار من الاحترام المتبادل. ولكن إنسان ما قبل العصر الحديث ظل بعيداً عن هذا التحول، وبقى كارهاً للحوار ولكل من يؤمن به ويسعى إليه.

غير أننا فى أمس الحاجة إلى حوار وطنى واسع يبدأ بإطلاق سراح المحتجزين من الشباب وغيرهم ممن لم يرتكبوا أعمال عنف.

 

omantoday

GMT 22:23 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

الحرب الإلكترونية

GMT 21:52 2023 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

موعدنا الأحد والاثنين والثلاثاء

GMT 20:31 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس الإصلاحي

GMT 22:08 2023 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

المناظرات الكبرى!

GMT 23:47 2023 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

لا يسكنون الوطن ولكن الوطن يسكنهم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لهذا يكرهون الحوار لهذا يكرهون الحوار



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 18:46 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab