بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
حفل مونديال روسيا بصور ومشاهد إنسانية يمكن أن يكون كثير منها مُلهماً للأدباء والفنانين الذين يتابعون كرة القدم، ولا يعتبرونها نوعاً من الهوس، فيترفعون عنها، ويحرمون أنفسهم من مصدر مهم للإبداع.
وبهذه المناسبة، يتداول محبو هداف المونديال وقائد منتخب إنجلترا هارى كين صورتين. يبدو كابتن منتخب إنجلترا الأسبق ديفيد بيكهام فى الصورة الأولى، وبجواره صبى وفتاة. ويظهر كين فى الصورة الثانية بصحبة سيدة.
الصبى الذى يظهر فى الصورة الأولى هو كين شخصياً عندما كان عمره 11 عاماً. وهو لم يكن يعرف الفتاة التى تظهر فى الصورة نفسها. ولكن المصادفة جعلته يخوض سباقاً معهما عندما شاهدا بيكهام، واتفقا على أن من يصل إليه أولاً تُلتقط له صورة معه. فكان أن وصلا معاً، فجمعتهما صورة واحدة مع من كان نجمهما المفضل. وهذه الفتاة هى التى تظهر معه فى الصورة الثانية, وقد دارت الأيام، وأصبحت زوجته، حيث أعلن خطبته عليها منتصف العام الماضى، بعد أن جمعتهما صداقة تشبه الزواج لسنوات. الصورتان تلخصان قصتهما، ولكنهما ربما تُخفيان تفاصيل رومانسية فيها. فليس متصوراً أن يلتقى صبى وفتاة لم يبلغا سن الزواج، وتستمر علاقتهما إلى أن يتزوجا، إلا إذا جمعتهما قصة حب. وتكشف الصورتان، والقصة التى وراءهما، سبباً آخر للعلاقة القوية التى تربط اثنين من كبار نجوم العالم فى كرة القدم, إذ يجمعهما أكثر من أن كين يحمل شارة قيادة منتخب إنجلترا التى كانت على ذراع بيكهام من قبل. كان بيكهام مثلاً أعلى سعى كين لأن يكون مثله. ونجح فى مسعاه بالفعل، بعد أن شق طريقه اعتماداً على موهبته وقدراته، ولكن فى ظروف أفضل من تلك التى بدأ بيكهام مشواره فى ظلها. كانت بدايات بيكهام متواضعة مقارنة بمرحلة كين الأولى، ولكنه ثابر وصنع تألقه بجهده وصبره إلى أن ظهرت قدراته الكبيرة عندما لعب فى صفوف مانشستر يونايتد، ثم منتخب إنجلترا. ولكن كين حصل على فرصة مبكرة عندما التحق بمنتخب شباب إنجلترا تحت 18، ثم تحت 21 سنة، وصولاً إلى المنتخب الأول الذى تولى قيادته مبكراً بخلاف بيكهام.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: الأهرام