بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
خاب أمل محبى كرة القدم، ومشجعى منتخب إنجلترا، مرة أخرى فى الحصول على كأس العالم التى ينتظرونها منذ عام 1966. لم يكن الأمل كبيراً قبل المونديال، لأن المنتخب الحالى جديد، ومعظم لاعبيه تنقصهم الخبرة. ولكن هذا الأمل ازداد عندما تقدم فى مشواره، ووصل إلى نصف النهائى متجاوزاً التوقعات. ولذلك عاد الإنجليز يُردَّدون أن الكأس عائدة إلى بيتها Itُs coming home. فهم وكثيرون فى العالم، يعتقدون أن إنجلترا هى مهد كرة القدم، رغم وجود خلاف فى هذا المجال.
ولكن الكرة لم تعد إلى بيتها، إذ خسر المنتخب الإنجليزى مباراة نصف النهائى أمام منتخب كرواتيا، رغم أنه أحرز هدفاً مبكراً. لكن تجربة هذا المنتخب فيها دروس يتعين على المعنيين باللعبة فى مصر دراستها جيداً، وفى مقدمتهم مجلس اتحاد كرة القدم.
ويمكن الإشارة فى عجالة إلى درسين مهمين. أولهما الاعتماد على الشباب الذين شكلوا القوام الأساسى لمنتخب إنجلترا. وإذا كانت قلة خبرة عدد لا بأس به منهم أوقفتهم قيل نهاية الطريق, سيكون لهذا المنتخب شأن كبير فى الفترة المقبلة. وهذا ما أدركه مشجعوه الذين شاهدوا مباراة نصف النهائى فى ملعب لوجينكى، ولذلك حرصوا على تحية اللاعبين بقوة رغم هزيمتهم وبكاء بعضهم.
أما الدرس الثانى فهو تحديد مؤهلات المرشح لأن يكون مديراً فنياً لأى منتخب ومواصفاته قبل البحث عنه، وعدم الانبهار بالسيرة الذاتية مهما تكن قوتها، لأن العبرة بقدرته على أداء مهمة محددة فى مرحلة بعينها. ولذلك فعندما أقال الاتحاد الإنجليزى المدير الفنى السابق سام ألاراديس بعد اتهامه بتسريب معلومات فى موسم الانتقالات، لجأ إلى مدرب منتخب الشباب الذى لم تكن سيرته الذاتية تتيح له الصمود فى مقارنة مع كثيرين. فقد كان لاعباً متواضعاً فى أندية صغيرة, ولم يحقق أداءً يُعتد به عندما لعب لمنتخب إنجلترا، ولا يُذكر له إلا إضاعة ضربة ترجيح حاسمة فى نصف نهائى كأس الأمم الأوروبية 1996.
لكن معرفته معظم اللاعبين، وخبرته مع منتخب الشباب، كانتا المعيار الاكثر أهمية الذى أهله بالفعل لصناعة منتخب جديد يُرجح أن يحقق إنجازات كبيرة فى مسابقات مقبلة.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: الأهرام