بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
نسبة الزواج تقل، ونسبة الطلاق تزيد. هذه خلاصة النشرة السنوية لإحصاءات الزواج والطلاق لعام 2017، التى أصدرها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء قبل أيام. فقد انخفض عدد عقود الزواج خلال عام 2017 بنسبة 2.8% مقارنة بعام 2016 (نحو 912 ألفا مقابل نحو 938 ألفا). وارتفع فى المقابل، عدد إشهادات الطلاق بنسبة 3.2% مقارنة بعام 2016 (نحو 198 ألفا مقابل نحو 192 ألفا).
مازالت نسبة الزواج فى الأرياف أعلى منها فى الحضر بفرق ملموس (60.9% مقابل 39.1%)، بسبب استمرار الميل للزواج التقليدى فى الريف. و يعنى هذا أن تأثير العوامل العائلية لم يقل، برغم أن الأجيال الجديدة فى الأرياف أكثر ميلاً إلى الحصول على مساحة من الاستقلال فى الحياة الشخصية. وربما يظهر أثر التعارض بين ضغط العوامل التقليدية، والميل إلى الاستقلال ، فى ارتفاع نسبة الطلاق فى الريف عنها فى الحضر (54.6% مقابل 45.4%).
لكن أكثر ما يثير الانتباه فى تصنيف حالات الزواج عام 2017 الانخفاض الشديد فى نسبة زواج الحاصلين على شهادة جامعية، سواء بين الرجال (0.01%) أو النساء (0.05%). وفى المقابل سُجلت أعلى نسبة زواج فى أوساط الحاصلين على شهادة متوسطة، سواء بين الرجال (37.4%) أو النساء (29.9%).
ونجد الوضع مشابهاً فى نسبة الطلاق. فقد سُجلت أعلى نسبة فى أوساط الحاصلين على شهادة متوسطة (34.5% للرجال، و31.6% للنساء)، بينما سُجلت أدنى نسبة فى أوساط أصحاب التعليم الجامعى (0.1% للرجال، و0.1% للنساء).
ويلفت الانتباه أيضا ارتفاع نسبة حالات الطلاق التى تحدث بعد فترة قصيرة من الزواج. فالنسبة الأكبر من المُطلقين الرجال تقع فى الفئة العمرية من 30 إلى 35 سنة، بينما توجد أعلى نسبة من المتزوجين فى الفئة العمرية من 25 إلى 30 سنة. ويدعم هذا الاستنتاج أن الوضع مشابه فى أوساط المطلقات، حيث تقع أعلى نسبة منهن فى الفئة العمرية من 25 إلى 30 سنة، فى حين أن أعلى نسبة زواج بين النساء فى الفئة السابقة عليها أى بين 20 و25 سنة. وتتطلب مسألة الطلاق السريع على هذا النحو دراسة معمقة لأبعادها الاجتماعية, وآثارها المحتملة على حالة المجتمع فى الفترة المقبلة.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: الأهرام