النوم كممارسة للحرية

النوم كممارسة للحرية !

النوم كممارسة للحرية !

 عمان اليوم -

النوم كممارسة للحرية

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لم أقرأ للشاعر المبدع عماد أبو صالح منذ أكثر من عشرة أعوام. كان آخر ما قرأته له ديوانه «أنا خائف» فى بداية العقد الماضي، ليس لأننى لا أهوى قصيدة النثر التى صارت من أهم معالم الشعر الحديث، ولكن لصعوبة الحصول على أعماله التى يطبعها ويوزعها بنفسه ويرفض إصدارها عن طريق أى دار نشر، وكأنه يعتبرها جزءا من روحه.

وقع بين يدى أخيرا ديوانه الصغير «كان نائما حين قامت الثورة» الذى تنطبق عليه القاعدة التى تقول إن أفضل الأدب وأكثره فائدة هو الذى يحث على التفكير، إذ يتضمن هذا الديوان تأملات فلسفية فى صورة شعرية تدفع بدورها إلى التأمل والتفكير.

توقفت أمام قصيدة «ذم الثورة» التى اختار عنوان الديوان من مشهدها الأول الذى يتحدث عن شخص نائم لم يغادر سريره حين قامت الثورة، دون أن يكون هناك سبب لاستمراره فى النوم سوى أنه مارس حريته كاملة كما رآها، وهو ينحاز بالتالى إلى أن حرية الاختيار الفردى على هذا النحو هى أسمى أشكال الحرية. ويتجلى هذا المعنى فى إيمان النائم، وقد مضت الأحداث، أنه وحده الحر، لأنه كان يبحث عن حريته الفردية (أو المُغرقة هنا فى الفردية) بينما كان الثوار يبحثون عن حرية المجتمع أو الحريات العامة والإنسانية. وقد ظفر هو بما أراده أو اعتبره ممكنا، بينما فقدوا هم حريتهم الفردية بعد أن فشلوا فى إنجاز أهدافهم.

وكم يبدو هذا المعنى حافزا على التفكير، إذ يعبر عن رؤية الشاعر لما آلت إليه الثورة ورسالته التى ربما يجوز تلخيصها فى أن الحرية لا تتحقق إلا بطريقة فردية، وأن حرية المجتمع هى محصلة حريات أفراده، كل على حدة، بدون مواجهات وصدامات، إذ يرتعد العصفور الذى يرمز للحرية من الجموع والهتافات والأصوات العالية والتفاعلات الصاخبة.

وإذ ينطوى هذا المعنى على ذم فكرة الثورة، أية ثورة، فهو يعيد فى الوقت نفسه طرح قضية مازالت موضع نقاش فى الفكر العالمى منذ عقود طويلة، وهى العلاقة بين الحرية الفردية وحرية المجتمع، فهل تتحقق حرية المجتمع عن طريق تراكم الحريات والحقوق الفردية، رغم عدم وجود آلية تربط بين هذه وتلك، أم من خلال التفاعلات السياسية والنضالات الاجتماعية بأشكالها المختلفة.

المصدر: صحيفة الأهرام

omantoday

GMT 07:07 2021 الخميس ,25 شباط / فبراير

جائزة تذَكًّر بمي غصوب

GMT 08:31 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

'أخلاق مُفترى عليها'

GMT 07:44 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

آفة الجمود

GMT 07:39 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

استعادة الفضاء الافتراضي

GMT 06:57 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

تسييس الرياضة دوليًا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النوم كممارسة للحرية النوم كممارسة للحرية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab