هل ترامب «عنصرى» حقاً

هل ترامب «عنصرى» حقاً؟

هل ترامب «عنصرى» حقاً؟

 عمان اليوم -

هل ترامب «عنصرى» حقاً

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

 اتجاهان مختلفان بوضوح ظهرا فى التعليقات على «اجتهاد» الأحد الماضى الذى كان عنوانه «عنصرية» خصوم ترامب. لدى أحد الاتجاهين موقف ضد ترامب لا مجال فيه للتفكير والنقاش. وينطوى هذا الموقف على اتهام من يُنبَّه إلى جوانب إيجابية فى توجهات ترامب وسياساته بأنه مثله فى “عنصريته”، فما بالك إذا كان الاجتهاد المنشور ينتقد مهاجميه الذين يذهبون إلى أبعد مدى فى هجائه، فيبدو الواحد منهم فى هذه الحالة وكأنه وجه آخر لما يتهمه به.

ويتبنى الاتجاه الثانى موقفاً أكثر موضوعية وحرصاً على التمييز بين السلبى والإيجابى فى توجهات ترامب وسياساته، ولكنه لا يقبل انتقاد من لا يعنيهم هذا التمييز، ويلتمس العذر لهم، ويرفض ما ورد فى الاجتهاد من تنبيه لهم بأن سلوكهم هذا لا يخلو من “عنصرية”.

ولكن ما لم يلحظه المعلقون من الاتجاهين أن تعبير «عنصرى» و«عنصرية» فى الاجتهاد المشار إليه وُضع بين مزدوجين، بما يعنى اضطراراً إلى استخدامه، بعد أن أصبح شائعاً فى وصف من يرفض الآخر أو يرسم له صورة نمطية غير قابلة للجدل، كما حدث فى الحديث عن موقف ترامب تجاه المهاجرين عموماً، والمسلمين منهم بصفة خاصة.

وهذه فرصة لتوضيح أن التوسع فى استخدام مفهوم العنصرية فى عالمنا الراهن ينطوى على خلط مع مفاهيم ومصطلحات أخرى. فليس كل من يرفض الآخر يُعد عنصرياً، لأن هناك درجات فى الموقف ضد المختلفين سواء على اساس عرقى (وهو الأساس فى المفهوم الكلاسيكى للعنصرية)، أو على خلفية دينية أو مذهبية أو غيرها.

كما أن تكييف موقف رفض الآخر يتطلب معرفة أسبابه، والإلمام بالظروف المحيطة به. وهناك فرق كبير بين موقف مبدئى يستند على اعتقاد راسخ فى أن التّخير يعتبر أدنى مرتبة وأقل قيمة، ولا يستحق أن يكون متساوياً مع من يعتقد فى ذلك، وموقف سياسى يتبلور فى ظرف معين نتيجة لمتغيرات أو كرد فعل على أحداث فى ظل حالة توتر أو احتقان أو استقطاب.

ويقوم موقف ترامب ضد المهاجرين عموماً، والمسلمين خصوصاً، على أساس سياسى وليس مبدئياً، ويرتبط بسوء تقدير بعض أبعاد ظاهرة الإرهاب وليس بعداء متأصل فى تكوينه. ولذلك يبدو أن التكيف الدقيق له هو العقاب الجماعى، وليس العنصرية.

المصدر : صحيفة الأهرام

omantoday

GMT 07:07 2021 الخميس ,25 شباط / فبراير

جائزة تذَكًّر بمي غصوب

GMT 08:31 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

'أخلاق مُفترى عليها'

GMT 07:44 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

آفة الجمود

GMT 07:39 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

استعادة الفضاء الافتراضي

GMT 06:57 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

تسييس الرياضة دوليًا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ترامب «عنصرى» حقاً هل ترامب «عنصرى» حقاً



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:31 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab