نساء «داعش»

نساء «داعش»؟

نساء «داعش»؟

 عمان اليوم -

نساء «داعش»

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

كان ظهور تنظيم «داعش» تحدياً كبيراً، وربما الأكبر، للباحثين فى مجالي الحركات الأصولية والإرهاب على حد سواء، وكذلك للمهتمين بها فى الأوساط الإعلامية والثقافية. تفاوتت الاستجابات لهذا التحدى. قليل من الأعمال ساهمت فى فهم التحول الذى حدث فى حركة الإرهاب، وأدى إلى ظهور التنظيم الأكثر عنفاً وتوحشاً. 

أما أكثر ما كُتب وقيل عنه فقد امتزجت فيه حقائق أو وقائع بخرافات أو أساطير، واجتمع فيه التحليل والفهلوة، وخاصة فى ضوء قلة المعلومات التى يمكن التيقن من صحتها. ومازال هذا النوع الردئ من الكتابات والتعليقات مستمراً فى مرحلة يبدو أنها تمثل بداية نهاية «داعش»، مثلما كان فى لحظة بداية صعوده. 

ويظهر ذلك فى كثير مما يُكتب ويُقال وينتج فى أفلام وثائقية عن وزن مميز ودور جوهرى، للنساء فى تنظيم «داعش»، الأمر الذى يبدو أحياناً كما لو أننا إزاء أحد أكثر التنظيمات تقدماً وحداثة، وليس أمام أكثرها تخلفاً ورجعية. ومن ذلك مثلاً أن «داعش» يتمتع بجاذبية شديدة للفتيات، رغم أن أحداً لا يعرف أعداد النساء اللاتى التحقن به، أو نسبتهن إلى الرجال. 

ويُقال أيضاً إن إقبال النساء على الالتحاق بـ «داعش» يعود إلى رغبة فى تغيير الصورة النمطية عن المرأة المسلمة الضعيفة القابعة فى منزل زوجها لتربية الأطفال والإنجاب، وخلق صورة جديدة لنساء يحملن السلاح ويستطعن تنفيذ عمليات مسلحة عبر المشاركة فى القتال أو تفجير أنفسهن. وهذا تفسير يوحى بأن إحدى وظائف «داعش» تقديم صورة حديثة للمرأة المسلمة، فضلاً عن أنه يُفسر افتراضاً لا دليل عليه وهو أن إقبال النساء على التنظيم هائل. 

وهذا فضلاً عن التفسيرات «المعلبة» التى يمكن استخدامها فى سياقات مختلفة مثل القول إن «داعش» يستعين بالمرأة لسد النقص فى عدد مقاتليه، وكأنه يملك خزاناً لا ينضب من النساء. 

والحال أننا إزاء افتراض ينبغى على من يطرحونه إثباته أولاً قبل البحث عن تفسير أو أكثر له, بدءاَ بتوثيق العمليات القتالية أو الانتحارية التى شاركت فيها أونفذتها فتيات, وحدود دور عضواته فى تنظيم الأوضاع الاجتماعية للنساء فى المناطق التى سيطر عليها عام 2014 فى سوريا والعراق، التزاماً بالحد الأدنى من قواعد المعرفة والمنهجية العلمية والأخلاق المهنية.

المصدر : صحيفة  الأهرام

omantoday

GMT 07:07 2021 الخميس ,25 شباط / فبراير

جائزة تذَكًّر بمي غصوب

GMT 08:31 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

'أخلاق مُفترى عليها'

GMT 07:44 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

آفة الجمود

GMT 07:39 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

استعادة الفضاء الافتراضي

GMT 06:57 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

تسييس الرياضة دوليًا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نساء «داعش» نساء «داعش»



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab