بقلم - د. وحيد عبدالمجيد
مازال الاتحاد الدولى لكرة القدم الفيفا مُقصراً فى إنهاء التمييز ضد المرأة فى اللعبة الأكثر شعبية فى العالم. لا تبرر أسبقية دخول الرجال هذا المجال تمييزاً ضد النساء. فقد فرض الطابع الذكورى، الذى ساد مجتمعات العالم كله لفترة طويلة، وما برح مستمراً فى كثير منها، تأخر النساء فى طرق أبواب مجالات كثيرة فى الحياة. ورغم ذلك، نجح النضال من أجل تحرير المرأة فى فتح عدد متزايد من هذه الأبواب أمامهن، بما فى ذلك الألعاب الرياضية.
لكن الاعتراف بهذا النجاح مازال متفاوتاً من لعبة إلى أخرى، إذ نجد أكثره فى ألعاب فردية، وأقله فى كرة القدم التى مازال التمييز ضد المرأة مستمراً فيها. ونجد آخر تجليات هذا التمييز فى التداخل الزمنى بين مسابقتى كأس العالم للسيدات، التى افتُتحت فى فرنسا يوم 6 يونيو، وكأس الأمم الإفريقية التى ستُفتتح فى مصر غداً.
يراعى الفيفا عادة الفصل بين مواعيد المسابقات الكبيرة فى العالم، لكى لا يضطر محبو اللعبة إلى المفاضلة بين مسابقتين تُنظمان فى الوقت نفسه. ورغم أن كأس العالم للسيدات بدأت قبل أسبوعين على انطلاق كأس الأمم الإفريقية، سيحدث تداخل بين القسم الأكثر أهمية فى الأولى، وهو أدوار خروج المغلوب التى تبدأ بعد غد، وجزء كبير من مباريات كأس الأمم الإفريقية يشمل دور المجموعات كاملاً، وست من مباريات ثُمن النهائي.
ويعنى هذا أن الراغبين فى مواصلة متابعة المسابقة الكروية النسائية الأهم فى العالم سيجدون أنفسهم مضطرين إلى الاختيار بينها وبين كاس الأمم الإفريقية، أو توفير وقت أطول فى حال المباريات التى لا تقام فى الوقت نفسه.
وهكذا، يتواصل التمييز ضد الكرة النسائية رغم ازدياد إقبال محبى اللعبة فى العالم عليها. وقد وصل عدد المشجعين الذين ذهبوا إلى كندا لمشاهدة الدورة السابقة (2015) نحو مليون وثلاثمائة ألف مشجع.
ولذا أصبح على الفيفا أن يراجع نظرته إلى الكرة النسائية، وينصت إلى نتائج الندوة التى نُظمت فى اليونيسكو قبل أيام تحت عنوان النساء وكرة القدم: غيروا قواعد اللعبة، لأن الرياضة يمكن أن تُعزز المساواة بين الجنسين.