بقلم - د. وحيد عبدالمجيد
يزداد عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر، ومنطقتنا، والعالم، بمعدلات سريعة، ويختلف مستخدموها من حيث الوقت الذى يمضونه فى استخدامها. ويثير انغماس بعضهم فيها قلقا عندما يتجاوز مدى معيناً، الأمر الذى يثير سؤالا عما اذا كان هذا الانغماس نوعا من الإدمان.
وبينما أصبح تعبير إدمان الإنترنت مستخدما من جانب بعض الباحثين المهتمين بدراسة الانغماس المفرط فى هذا المجال، يتحفظ عليه آخرون من زاوية أنه ينطوى على قياس غير دقيق.
وأياً كان الأمر، فقد أصبح الانغماس المفرط فى استخدام الإنترنت مشكلة متزايدة تتطلب دراسة علمية، الأمر الذى دفع ثلاثة أساتذة جامعيين (أحمد عبد الخالق، ومايسة النيال، وجمال مجاهد) إلى إجراء بحث متميز فى هذا المجال نشر فى مجلة العلوم الاجتماعية، التى تُصدرها جامعة الكويت، تحت عنوان إدمان الإنترنت وعلاقته بالشخصية لدى عينة من طلاب الجامعة فى لبنان.
وانطلق العمل فى البحث من فرضية أساسية هى أن إدمان الإنترنت يرتبط بنمط معين فى الشخصية، وسعى الباحثون إلى معرفة مدى وجود فروق بين الذكور والإناث فى إدمان الإنترنت، وتأثير بعض متغيرات شخصية الفرد فى هذا الإدمان.
وأجرى البحث على عينة من طلاب جامعة بيروت العربية وطالباتها شملت مختلف التخصصات. وتوصل البحث إلى عدد من النتائج أهمها اثنتان0 الأولى عدم وجود فروق بين الطلاب والطالبات فى عدد ساعات استخدام الإنترنت، بخلاف ما أظهرته بعض الدراسات السابقة فى مجتمعات أخرى.
والثانية وجود علاقة بين إدمان الإنترنت، وكل من الارق، والوسواس القهرى، مما يعنى أن الاضطراب النفسى يؤثر فى معدلات استخدام الشبكة العنكبوتية.
ويعنى هذا، وفق ما استخلصه الباحثون، أن إدمان الإنترنت لا يُعد ظاهرة مستقلة بذاتها، بل يمكن أن تُدرج فى إطار بنية أوسع، من حيث ارتباطه بمؤشرات الاضطراب النفسى، ويمكن أن يؤثر بالتالى فى نمط الحياة.
ولذا، فقد حرصوا على أن يختموا بحثهم المهم بتوصية، انطلاقا من نتائجها، وهى ضرورة أن يضع المختصون برامج إرشادية تقى من سوء استخدام الإنترنت، وتُشَّجع الشباب على ترشيد استخدامه. بحيث لا يؤثر فى دراستهم، والأنشطة المفيدة التى ينبغى أن يقوموا بها.