بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
ليس جديدًا تسييس الألعاب الرياضية، خاصةً لعبة كرة القدم التي تحظى بشعبية واسعة في معظم دول العالم. تحتاج الحكومات إلى هذه الشعبية لدعم شرعيتها، والاقتراب من الجمهور المحب لكرة القدم.
تنسب حكومات كثيرة إلى نفسها بشكل أو بآخر انتصارات المنتخبات الوطنية فى بلادها. ولا يمنع الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) هذا السلوك السياسى رغم أنه يحظر تدخل الحكومات فى شئون اللعبة. فالاحتفاء الرسمى بمنتخب وطنى لكرة القدم هنا أو هناك لا يُعد تدخلاً فى شئون اللعبة وفق المعايير التى يعتمدها.
ويؤدى تسييس كرة القدم على هذا النحو إلى تدهور العلاقات بين دولتين فى بعض الأحيان بسبب أحداث تقع فى مباراة بين منتخبيهما، أو تعقبها. غير أن التسييس ظل فى الأغلب الأعم وطنيًا ومرتبطًا بعلاقات ثنائية أى ناتجًا عن سلوك حكومة دولة تجاه أخرى، إلى أن بدا الجدل حول وضع بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى لكرة القدم (يويفا) بعد البريكست على نحو يفتح الباب أمام تدويل هذا التسييس.
لن تخرج بريطانيا من هذا الاتحاد، وليس منطقيًا أن تغادره فقد كانت دولة أوروبية قبل التحاقها به فى يناير 1973، بعد أن بقيت خارج المجموعة الاقتصادية الأوروبية التي أُسست قبله عام 1957. وستبقى دولة أوروبية بعد خروجها من هذا الاتحاد.
غير أن كرة القدم الإنجليزية ستتأثر بسبب القواعد الجديدة للعلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبى بموجب الاتفاق الذى بدأ تنفيذه فى أول يناير الماضى.
ما كان يخشاه رؤساء أندية الدورى الإنجليزى الممتاز كلهم حين اقترعوا ضد البريكست فى استفتاء 2016. وعلى سبيل المثال، سيحول البريكست دون تعاقد الأندية الإنجليزية مع لاعبين أوروبيين أصغر من 18 عامًا، والعكس أيضًا. فقبل بريكست كانت الأندية الإنجليزية تتعامل مع هؤلاء اللاعبين بوصفهم محليين وليسوا أجانب، والعكس بالنسبة إلى تعاطى الأندية الأوروبية مع اللاعبين الإنجليز الصغار.
ولكن مكانة الدورى الإنجليزى المميزة فى العالم ستخفف تأثير البريكست على كرة القدم فى بريطانيا. وأيًا كان حجم هذا التأثير ربما يكون بدايةً لتجاوز تسييس الألعاب الرياضية الإطار الوطنى إلى الدولى.