بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
ليس هناك ما يمنع الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب من مواصلة نشاطه السياسى، حتى بافتراض إمكان إدانته فى مجلس الشيوخ ، وهو ما يتوقف على انضمام 17 سيناتورًا جمهوريًا إلى أعضاء الحزب الديمقراطى فى هذا المجلس.
الإدانة لا تمنعه سوى من تولى مناصب فيدرالية والترشح فى انتخابات الرئاسة عام 2024. ولكنها لا تحول دون قيامه بدور سياسى غير معتاد عندما يغادر الرؤساء الأمريكيون البيت الأبيض . ولذا، ازداد الجدل فى الأيام الماضية حول اتجاه ترامب إلى تأسيس حزب جديد نُقل عن بعض مساعديه أنه سيحمل اسم الحزب الوطنى Patriot Party.
غير أن تأسيس مثل هذا الحزب ليس واردًا، ليس لأن ترامب يرغب فى وقوف الجمهوريين فى مجلس الشيوخ معه فقط، ولكن أيضًا لأن قيادة حزب لا تنسجم مع شخصية ترامب ومزاجه وأسلوبه. ربما لا يروق له أن يرى نفسه رئيسًا لحزب، بعد أن كان رئيس الجمهورية. كما أن الحزب يعنى وجود آخرين معه فى هيئة قيادية حتى إذا كان دورها محدوداً، كما هو حال اللجنتين القوميتين فى الحزبين الجمهورى والديمقراطى.
يحب ترامب أن يكون قائدًا وحيدًا لا يشاركه أحد. ويُفضل أن تكون العلاقة مباشرة مع الجمهور الذى يؤيده. وسيبقى قادرًا على التواصل مع الجمهور برغم حرمانه من حقه فى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى .
وهو يعتمد الآن على حسابات بعض أنصاره فى المواقع التى صار حضوره ممنوعًا فيها. وبث عبر هذه الحسابات مكالمة هاتفية مسجلة دعم فيها كيلى وارد، المؤيدة له بقوة فى انتخابات رئاسة الحزب الجمهورى فى ولاية أريزونا. وأظهر فوزها فى هذه الانتخابات أن ترامب لايزال قويًا ومؤثرًا، الأمر الذى يحفزه على أن يقود حركة من داخله تضم أنصاره فيه، إلى جانب مؤيدين غير حزبيين.
ويتوقف مستقبل الحزب الجمهورى فى هذه الحالة على مدى استعداد العقلاء فيه للتعايش مع حركة ترامب ، كما حدث من قبل مع حركة حزب الشاى، التى أُنشئت فى داخله عام 2009، وكانت على يمين التيار الرئيسى داخله.