بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
المحافظة على التباعد الاجتماعى، وارتداء أقنعة الوجه الواقية، وإلزام القادمين جوًا إلى الولايات المتحدة بتقديم نتيجة فحص مُعتمد تُثبت عدم وجود فيروس كورونا ، وإجراء حجر ذاتى لمدة أسبوعين عند الوصول. هذه أبرز ملامح ما يُسميه الرئيس الأمريكى الجديد جو بايدن خطة جديدة لمكافحة الجائحة. وكما هو واضح، لا يجد معظم من يقرأ أو يسمع عن هذه الخطة فى أنحاء العالم أى جديد. إجراءات احترازية اتُبعت، ولاتزال، كلها أو معظمها أو بعضها فى دول العالم.
وإذا كان من جديد فى خطة بايدن، فهو أنها تتضمن تلقيح مائة مليون أمريكى خلال المائة يوم الأولى فى فترة رئاسته. وهذا أمر صعب، وربما يكون خياليًا، لأنه يعنى تطعيم مليون شخص فى كل يوم. لم يحدث مثل هذا فى أى بلد آخر حتى الآن. وفى الولايات المتحدة ، كان التقدم فى عملية التطعيم حتى دخول بايدن البيت الأبيض, وفى أيامه الأولى, بطيئًا. لا توجد بيانات رسمية عن عدد من لُقحوا منذ بداية عملية التطعيم فى الأسبوع الثانى من ديسمبر الماضى. ولكن وفقًا لإحصاءات نشرها موقع Our World in Data فى 21 يناير، بلغت نسبة جرعات اللقاحات إلى عدد السكان فى الولايات المتحدة 5%، أى نحو 15 مليونًا فى أكثر من شهر. وهذه النسبة تشير إلى (عدد الجرعات، وليس بالضرورة عدد الأشخاص الذين لُقحوا) وفق ملاحظة مرفقة بالرسم البيانى المنشور فى هذا الموقع. وتأتى الولايات المتحدة فى المرتبة الرابعة فى العالم، بعد إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة ، وبريطانيا، إذا صحت بيانات هذا الموقع. فكيف إذن يمكن زيادة عدد المُلقحين يوميًا إلى أكثر من الضعف، بافتراض أن نسبة 5% تدل على هذا العدد، وليس على عدد الجرعات التى حصلت عليها السلطات الصحية فى الولايات المتحدة ؟
سؤال يمثل تحديًا خطيرًا بالنسبة إلى الرئيس الأمريكى الجديد. فإذا لم يكن لديه جواب واضح ومحدد عنه، فهو يغامر بإضعاف صدقيته فى إحدى أكثر القضايا التى تشغل الناس فى أمريكا ، كما فى العالم.