بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
كثيرة الأسئلة المتداولة الآن عن فاعلية اللقاحات , التى بدأ استخدامها للحماية من فيروس كورونا , وهل يترتب على تعاطى هذا أو ذاك منها أى آثار خطيرة من عدمه.
وتزداد حيرة الباحثين عن جواب عن هذا النوع من الأسئلة, بسبب اختلاف اجتهادات بعض الأطباء والعلماء, فضلاً عن فتاوى غير المتخصصين.
ويحسن أن يفكر كل منا فى كل ما يقرؤه ويسمعه, اعتمادًا على القدر المتيقن من المعلومات بشأن طريقة تطوير اللقاحات , خاصةً الخمسة الأساسية حتى الآن, وهى فايزر - بيونتيك، ومودرنا، وأوكسفورد سترازينيكا، وسبوتنيك، وسينوفارم. ووفق هذه المعلومات, استُخدمت ثلاث تقنيات مختلفة فى تطوير اللقاحات الخمسة.
سعى مطورو لقاحى فايزر - بيونتيك، ومودرنا، إلى ابتكار تقنية جديدة تمامًا لم تُجرَّب من قبل، وتعتمد على الاختراق العلمى فى مجال الهندسة الوراثية .
ولهذا يتشابه اللقاحان فى استخدام الحمض النووى الريبى RWA، وهو جزء حيوى يوجد فى كل الكائنات الحية و الفيروسات ، ويؤدى وظائف عدة مثل فك وتشفير ونقل المعلومات الوراثية، وهى الوظيفة التى استفاد منها مطورو اللقاحين.
فقد عزلوا جسيمات متناهية الصغر من هذا الحمض الموجود فى فيروس كورونا ، لتحويلها إلى لقاح ينقلها إلى داخل خلايا الجسم لحفزها على تكوين بروتين معين يساعد جهاز المناعة فى معرفة الفيروس ومهاجمته.
أما لقاحا اكسفورد وسترازينيكا، وسبوتنيك فيعتمدان على تقنية واحدة تتلخص فى استخدام فيروس ما لحمل البروتين ، الذى يعزله مطورها من فيروس كورونا ، إلى داخل الجسم لتهيئة جهاز المناعة.
ولكنهما يختلفان فى نوع الفيروس الحامل لبروتين كورونا . ويعتمد لقاح سينوفارم على التقنية التقليدية التى تُستخدم منذ بداية ابتكار اللقاحات فى نهاية القرن الثامن عشر، عندما اكتشف الطبيب الإنجليزى ادوارد جينر لقاحًا للوقاية من الجُدرى, وهى أخذ عينة من الفيروس وعزلها وتعطيل مفعولها أو إضعافها، ومزجها بمادة تُعَّزز الاستجابة المناعية مثل هيدروكسيد الألومنيوم فى حال لقاح سينوفارم.
وهذه معلومات مهمة لمعرفة كيف تم تطوير اللقاحات الأكثر انتشارًا حتى الآن, رغم أننا لن يتسنى لنا الاختيار بينها قبل سنوات عندما يزداد المعروض منها على الطلب عليها.