بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
أفرح لفوز أى من الأندية الرياضية العريقة، التى كان لفرق كرة القدم فيها تاريخ مُشرف، ولكنها فقدت تألقها. كانت فرق أندية مثل المصرى والإسماعيلى وغزل المحلة تتنافس سعيًا إلى الحصول على بطولة الدورى العام، فصارت تهدف إما إلى ضمان موقع آمن يبقيها فيه، أو إلى تجنب هبوط ذاق بعضها مرارته مثل فريق غزل المحلة الذى نزل إلى دورى الدرجة الأولى وصعد أكثر من مرة. ذكَّرنا هذا الفريق المكافح بتاريخه عندما فاز فى مباراته أمام نادى الزمالك قبل أيام. لم يكن الفوز وحده هو الذى أنعش ذكريات الماضى المجيد، بل الأداء أيضًا. ويعجب المرء لماذا لا يكون هذا هو أداءه فى مختلف المباريات, مادام قادرًا عليه أمام فريق كبير متخم بالنجوم. وإذا كان التحدى الذى واجه لاعبيه فى تلك المباراة هو ما يفسر الأداء الجيد، فلِمَ لا نرى مثله فى مباريات أخرى أمام فريق النادى الأهلى مثلاً. المهم أن المباراة ذكرتنا بأمجاد الفريق فى ستينيات القرن الماضى وسبعينياته، وحصوله على بطولة الدورى العام فى موسم 1972 ــ 1973، ووصوله إلى نهائى كأس مصر عدة مرات دون أن يحالفه التوفيق فى أى منها. يذكر محبو كرة القدم الأكبر سنًا، جيل العملاق فتحى خورشيد والطائر عصمت البهنسى، ثم الجيل الذهبى الذى لمع فيه لاعبون كبار مثل محمد السياجى وعبد الرحيم خليل وعماشة، ثم شوقى غريب، وغيرهم كثير. أُطلق عليه فى مرحلة الأمجاد زعيم الفلاحين، ربما لأن جمهوره الذى كان يزحف وراءه إلى القاهرة وغيرها ضم الكثير من فلاحى القرى المجاورة لمدينة المحلة، رغم أنه فى الأصل فريق عمالى أنشئ فى إطار شركة غزل المحلة العريقة التى كانت صادراتها أحد أهم موارد الاقتصاد المصرى على مدى عقود، قبل أن تتعرض للإهمال منذ تسعينيات القرن الماضى. ولم يكن غريبًا أن يرتبط تدهور وضع الشركة بتراجع ناديها فى عصر صارت كرة القدم نشاطًا اقتصاديًا. وربما يساعد تحويل النادى إلى شركة استثمارية فى استعادة أمجاده، بحيث لا يكون فوزه على أى ناد كبير مفاجأة، أو صُدفة.