الدولة والإخوان «بطاطس على بدنجان»

الدولة والإخوان «بطاطس على بدنجان»

الدولة والإخوان «بطاطس على بدنجان»

 عمان اليوم -

الدولة والإخوان «بطاطس على بدنجان»

محمود مسلم

لا أعرف لماذا تذكرت مقولة ابنتى الصغرى «رودينا» عندما تسمع كلاماً لا يعجبها فتصفه «ده بطاطس على بدنجان» وأنا أتابع تحركات الدولة مع الإخوان التى تفتقد الرؤية والإرادة والتنسيق، فعلى مدى عام ونصف العام تطور عصابة الإخوان الإرهابية الخائنة من آلياتها فى استهداف الدولة المصرية، مستعينة بدعم دولى، بينما آليات المواجهة ضعيفة ومرتعشة، فالتنظيم يستخدم المال والأسلحة المتقدمة ووسائل الاتصالات الحديثة وعملاءه فى المؤسسات الحكومية والأمنية، بينما الدولة فى مشاكل تافهة ولم تحدد موقفها الحاسم ضد الإخوان، فهناك داخل النظام مَن لا يزال يرى أن المصالحة هى الحل، وهناك المرتعشون، أما الفريق الثالث فهو حائر بين رؤية المشير السيسى رئيس الجمهورية الذى وعد بإنهاء تنظيم الإخوان وقال للرئيس الأمريكى فى نيويورك إن د.محمد بديع هو المرشد الأخير للإخوان، وبين الأداء على الأرض الذى لا يعكس هذه الرؤية حتى الآن، فما زال الإخوان وعملاؤهم يرتعون فى دواوين الحكومة، كما أن البيئة الحاضنة التى يتغول فيها الإخوان ما زالت مستمرة وهى الفساد والترهل الإدارى والفقر والانقسام.

من الغريب ألا يصدر حتى الآن قانون الكيانات الإرهابية، أو عدم تشكيل مجلس قومى للإرهاب، بل والأغرب أن يتم تعيين مستشار للأمن القومى «السفيرة فايزة أبوالنجا» وآخر للشئون الأمنية «اللواء أحمد جمال الدين» بعد تأخر 5 أشهر ثم لا يظهر لهما أى نشاط حتى الآن، رغم تعيينهما منذ شهر، فى وقت يتحدث فيه الرئيس عن أن مصر فى «حرب وجود»، بينما يبدو أداء المؤسسات مرفهاً، أو غير مسئول: ما بين ضابط يضبط متلبساً بميزان بيع الهيروين وآخر يتشاجر مع ضابط جيش فى المقطم، كما أن جمعيات حقوق الإنسان ما زالت تعيش دون ضابط أو رابط، وتحول «الفيس بوك» إلى بؤرة إرهابية دون تنظيم أو مراجعة، ووصل الهوان بمؤسسات الدولة أن «الداخلية» أعلنت أمس تفاوضها مع تنظيم الألتراس الإرهابى، وإذا فشلت ستؤجل المباراة.

لقد وجه الرئيس السيسى نداءً إلى المسئولين بالانسحاب من المسئولية فى حالة عدم قدرتهم على العمل، ومر شهر ولم يستجب أحد، فأعاد الرئيس نداءه مرة أخرى منذ أيام، وهو ما يؤكد أنه يرى قصوراً فى الأداء. وإذا كان الفاشلون لم يستجيبوا فى المرة الأولى فالمؤكد أنهم لن يلتفتوا للنداء الثانى أو حتى الثالث، وعلى الرئيس أن يتحمل مسئوليته الدستورية ومحاسبة المقصرين أو تغييرهم وإعلان استراتيجية واضحة لمواجهة الإرهاب الإخوانى تتضمن تحركات أمنية وفكرية ودبلوماسية وإدارية واقتصادية واضحة للجميع، ويؤمن بها كل من يعمل فى الدولة المصرية دون أية مراعاة لمحاولات الخارج لدمج الجماعة، فقد نجحت دولة 30 يونيو عندما لم تهتم بردود فعل الخارج وراهنت على إرادة الشعب المصرى.

الأعداء فى الداخل والخارج يطورون آلياتهم ويتبجحون لإسقاط مصر، بينما الدولة هنا ما زالت تستحى وتعلى الأخلاق على القانون، فقد غيرت الإمارات استراتيجيتها من أن إيران العدو الأول إلى أن الإخوان هم العدو الأول، بينما ما زالت مصر لا يعرف أحد أولوياتها، والأهم أن جهازها الإدارى ليس على قلب رجل واحد فى لحظة حرجة وصعبة.. وأصبحت المعارك الآن هى صراع بين 25 يناير و30 يونيو، وبراءة مبارك، وخلافات رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات مع كل مؤسسات الدولة، وإشارة محافظ الإسماعيلية التى مرت دون حساب أو اعتذار، بينما الأعداء يتربصون بالوطن. فى المقابل كان الشعب أوعى وأكثر إدراكاً، فقد مرر المصريون والأحزاب السياسية والإعلام أخطاء كثيرة لنظام الحكم وصل بعضها إلى درجة الخطايا أملاً فى الوصول إلى مرحلة الاستقرار التى لا تدركها العين حتى الآن.

يعلم الرئيس السيسى أن المصريين استدعوه خوفاً من المستقبل، وكل يوم يمر تكشف عصابة الإخوان عن وجهها القبيح، بينما الدولة لا تكشر عن أنيابها.. ويأمل المصريون أن يعيشوا فى بلد بلا إخوان، لأنهم ثغرة فى جسد الوطن، حتى لا يعانى أطفالنا ما عاناه آباؤهم وأجدادهم، فأملى أن تعيش «رودينا» وإخوتها بلا إرهاب أو خيانة أو متاجرة بالدين، لكن الأداء حتى الآن ما زال «بطاطس على بدنجان»!!

omantoday

GMT 10:48 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 10:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 10:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 10:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 10:44 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 10:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 10:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 10:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولة والإخوان «بطاطس على بدنجان» الدولة والإخوان «بطاطس على بدنجان»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 09:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 عمان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:33 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا
 عمان اليوم - المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا

GMT 09:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 عمان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 18:46 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab