عاصفة الحزم تكمل شهرها الأول دون أن تعيد الأمل

"عاصفة الحزم" تكمل شهرها الأول دون أن "تعيد الأمل"

"عاصفة الحزم" تكمل شهرها الأول دون أن "تعيد الأمل"

 عمان اليوم -

عاصفة الحزم تكمل شهرها الأول دون أن تعيد الأمل

عبد الباري عطوان

“عاصفة الحزم” تكمل شهرها الاول دون ان “تعيد الامل” ولا هادي الى اليمن.. واشتراط عقد مؤتمر الحوار في الرياض قد يفسر على انه دعوة للاستسلام.. وتفاقم الازمة الانسانية يحتم وقف الحرب بأسرع وقت ممكن عبر “قرار اممي” يوفر “سلّما” لنزول الجميع

تكمل اليوم “عاصفة الحزم” شهرها الاول ودون ان تحقق معظم اهدافها، فالرئيس اليمني “الشرعي” عبد ربه منصور هادي ما زال مقيما في منفاه الفخم في المملكة العربية السعودية، والآمال المعقودة على نائبه خالد بحاح لملىء الفراغ “الكاريزمي” القيادي ما زالت تراوح مكانها، والاهم من كل ذلك ان “التحالف الحوثي” الصالحي” ما زال يتقدم في المحافظات الجنوبية، ويفتح جبهة جديدة على الحدود السعودية اليمنية، تتطور الى حرب استنزاف برية يوما بعد يوم.

عميد الركن احمد عسيري المتحدث باسم “العاصفة” لم يعد لديه ما يمكن قوله في مؤتمراته الصحافية حول سير المعارك و”بنك الاهداف”، وعمليات “اعادة الامل” التي جرى الحديث عنها كمرحلة ثانية من العاصفة لم تبدأ بعد، وان بدأت، لم تعد الامل لليمنيين، ولا للسعوديين وحلفائهم، فالاوضاع الانسانية في اليمن متردية، حتى برنامج الاغاثة العالمي الذي تشرف عليه الامم المتحدة اوقف مساعداته، لعدم وجود الوقود اللازم لسياراته التي تحمل هذه المساعدات الانسانية الضرورية لاكثر من 25 مليون يمني.
***

اليمن، وبعد شهر من القصف الجوي المكثف، بات سجنا كبيرا، فالمطارات معطلة، والمعابر الحدودية البرية شبه مغلقة وغير آمنة، والكهرباء معدومة، والمياه مقطوعة، والريال اليمني فقد قيمته، وحتى اذا لم يفقدها، فلا توجد مواد اساسية يمكن شراؤها بسبب انعدام الواردات.

كان المأمول ان تبدأ المفاوضات بين اطراف الصراع في اليمن للوصول الى حل سياسي ينهي هذه الحرب، ولكن كل ما قيل عن وجود مبادرة وساطة عمانية او جزائرية كان مجرد تكهنات، و”كلام جرائد”.

جاء البيان الصادر عن اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي انعقد في الرياض يوم امس ليبدد هذه الآمال، عندما فرض شروطا على اي حوار منتظر يصعب قبولها من بعض الاطراف اليمنية الفاعلة، وخاصة التيار الحوثي على وجه الخصوص.
فالبيان المذكور اكد على ان اي حوار او مفاوضات لتسوية “النزاع″ في اليمن يجب ان ينعقد في الرياض وتحت اشراف دول مجلس التعاون الخليجي، مما يعني ان اي اقتراح آخر بعقده في دول محايدة مصيره الفشل مسبقا.

اختيار الرياض كمكان للحوار، وهي طرف رئيسي في الازمة، يعني حضور الاطراف اليمنية اليها تلبية “لمذكرة جلب” وليس تلبية لدعوة للحوار، او التفاوض في نظر الكثيرين، فالذهاب الى الرياض يمكن ان يكون مقبولا ومنطقيا قبل بدء “عاصفة الحزم”، وقصف طائراتها لاهداف يمنية، لكن بعد هذا القصف والخسائر الضخمة التي تسبب بها (اكثر من 2500 غارة) ماديا وبشريا، ربما يفسر البعض انه دعوة لتوقيع صك الاستسلام والتسليم بالهزيمة، والقبول بشروط المنتصر، والجميع خاسر في هذه الحرب في رأينا.

 اليمن ليس عضوا في مجلس التعاون الخليجي حتى تشترط الدول الخليجية الاعضاء فيه ان يكون الحوار بشأن مستقبله تحت مظلتها دون غيرها من الجهات الاخرى، مثل الامم المتحدة، او الجامعة العربية، على سبيل المثال لا الحصر.

فاذا كانت دول مجلس التعاون الخليجي تريد ان تتصرف كما لو ان اليمن واقع تحت سلطاتها” الانتدابية”، فقد كان عليها ان تتحمل واجباتها كسلطة انتداب طوال السنوات الماضية، مثل ضخ عشرات المليارات من المساعدات والاستثمارات لاخراجه من حالة الفقر التي يعيشها، وتوفير ملايين من فرص العمل لشبابه المحبط من ارتفاع نسبة البطالة في صفوفه الى اكثر من ستين في المئة.

وربما يجادل البعض بأن اصرار وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي على ان تتم المفاوضات حول مستقبل اليمن تحت رايتهم، يعود الى شرعية “المبادرة الخليجية”، التي يعود لها الفضل في انهاء الاعتصامات وحال الفوضى في اليمن، وترتيب عملية الانتقال السلمي للسلطة من الرئيس علي عبد الله صالح الى نائبة هادي منصور، وهذا صحيح، ولكن هذه المبادرة انهارت بالكامل، سواء بسبب استيلاء التيار الحوثي على العاصمة صنعاء، ووضعه الرئيس هادي تحت الاقامة الجبرية، او بسبب غارات “عاصفة الحزم” والتدخل العسكري السعودي لانهاء الازمة بالقوة، او الاثنين معا.
***
التعاطي مع الازمة اليمنية باسلوب الاملاء او الفرض من الصعب ان يؤدي الى حلول سياسية لها، وانما الى المزيد من التصعيد والتعقيد والتأزم، وهذا ليس في مصلحة اليمنيين او الدول والاطراف المتورطة، ويجعل من فرص التسوية محدودة، او شبه معدومة على وجه الصحة.

“عاصفة الحزم” يجب ان تتوقف فعلا، لا قولا، وان تتحول الى “عاصفة السلم، التي تعيد الامل، والاستقرار والامن، والحد الادنى من الحياة الطبيعية لاكثر من 25 مليون يمني في الداخل، وثلث هذا الرقم تقريبا في الخارج نسبة كبيرة منهم باتت غير قادرة على العودة لزيارة اهلهم في فصل الاجازة الصيفية، كعادتهم كل عام.

فكلما تعاظمت الازمة الانسانية، كلما تغيرت مواقف اليمنيين ضد اعمال القصف هذه، وبما يصب في مصلحة التحالف الحوثي الصالحي، التي ارادت اضعافه، وربما يفيد التذكير بأن بعض الاصوات، وفي الامم المتحدة نفسها، بدأت تتحدث عن “جرائم حرب” في اليمن، وتجد من يتجاوب معها، فصواريخ الطائرات لا تضرب الجبال، ولا تقع في صحراء خالية، وصور ضحايا القصف من اليمنيين بدأت تنتشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي و”اليوتيوب”، وتتجاوز عمليات التعتيم والتضليل التي تمارسها محطات دول التحالف الفضائية.

omantoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاصفة الحزم تكمل شهرها الأول دون أن تعيد الأمل عاصفة الحزم تكمل شهرها الأول دون أن تعيد الأمل



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab