بقلم _ أسامة الرنتيسي
معركة انتخابات نائب أمين عمان قد لا تكون بالحجم الذي يُطلق عليه “معركة انتخابية” لكن الفوز الذي حققه مرشح الإخوان المسلمين وكتلة الإصلاح الدكتور مخلد المناصير بحصوله على ٢٠ صوتا مقابل ١٦ صوتا لمنافسه المحامي حازم النعيمات، يجعل المعركة والموقع مختلفين تماما.
فللفوز طعم آخر، وأسباب عديدة أبرزها:.
أولًا: جاء فوز مرشح الإخوان المسلمين بالعبارات الرياضية على طريقة التسلل المخفي في كرة القدم، بحيث تم أخذ الدفاع على حين غرة.
ثانيًا: الارتياح الزائد عن اللزوم الذي مارسه منافسه النعيمات، وشعوره بضمان الفوز، منح الطرف الآخر فرصة العمل الصامت لتحقيق الانتصار.
ثالثًا: الاطمئنان بالفوز عند المنافس النعيمات انتقل إلى الأطراف التي كان من المفترض أن تقوم بما هو مطلوب منها، من ابرزهم أمين عمان الدكتور يوسف الشواربة الذي حاول ان يُظهر أكثر من اللازم حيادية موقفه، مع أن منصب النائب جزء من الموقع العام لقيادة الأمانة.
رابعًا: ارتياح الشواربة انتقل إلى أطراف أخرى في معادلة الدولة لم تقم بدورها بالتأثير في الانتخابات وتركتها مهمة النعيمات وحده.
خامسًا: ظهر ضعف التكتيك عند منافس مرشح الإخوان المسلمين، حيث سُمح للمرشحين الآخرين بالانسحاب وتَرْكِ الساحة للاثنين، ولم يعمل على إقناعهم بالبقاء حيث وجود أكثر من مرشح سوف تُوزع الأصوات بينهم، وحال انسحاب المرشحين الآخرين ذهبت أصواتهم لمرشح الإخوان.
سادسا: من الذكاء الإخواني في هذه الانتخابات ترويج معلومات عن “مال سياسي” يجري الحديث عنه في انتخابات نائب الأمين.
سابعا: لجوء منافس الإخوان المحامي حازم النعيمات إلى الجاهة العشائرية قبل يوم من الانتخابات، من أجل سحب مرشح آخر، عادت بالسلبية عليه، خاصة عندما انتهت الجاهة بالموافقة على انسحاب المرشح القيسي على أن يتعهد النعيمات بعدم الترشح في المرة المقبلة لمصلحة زميله القيسي، فظهرت الانتخابات وكأنها تجيير من دون أخذ آراء الأعضاء الآخرين.
ثامنا: التفكير الإخواني بالتسلل الناعم إلى المؤسسات الخدمية الكبرى والسيطرة عليها، ساعدهم على أن يشكلوا تحالفا جيدا استفادوا منه بتقريب أبناء العشيرة من الأعضاء في المجلس.
تاسعا: هدوء جماعة الإخوان المسلمين على أكثر من جبهة خاصة بعد طرح وثيقتهم السياسية، وإبتعادهم عن المشاركة في التظاهرات المطلبية، والإبقاء على العمل والتظاهر من أجل الأقصى، منح الأطراف المعنية بملف الإخوان نوعا من الراحة لأهدافهم وبرامجهم المستقبلية.
عاشرا: وهذه باعتقادي (بتواضع شديد) الأهم في الموضوع فقد صوت أعضاء إلى جانب مرشح الإخوان في محاولة لكسب رضاهم للمرحلة المقبلة لطرح أنفسهم مرشحين ضمن قائمة الإصلاح في الانتخابات سواء للأمانة أو الانتخابات النيابية المقبلة، وجماعة الإخوان باتوا يشعرون بالزهو عندما تحولوا إلى عنصر جذب للقوى والشخصيات الطامحة في المناصب المقبلة، وهذا ما دفع شخصيات أخرى للذهاب إلى الحج هذا العام كرسالة إلى الاخوان أننا الأقرب إليكم في أي انتخابات مقبلة.
الدايم الله…..