بقلم : أسامة الرنتيسي
ليست المرة الأولى التي تصعد فيها نقابة المعلمين مع الحكومات المتعاقبة على الشجرة، فمنذ القرار التأريخي بإنشاء نقابة المعلمين كان الوصول إلى مرحلة الاعتصام ويليه الإضراب هو نهاية كل خلاف أو مطلب للمعلمين.
اعتصام المعلمين-الخميس- على الدوار الرابع صدرت بحقه رسالة حكومية وأمنية “بأننا لن نسمح بإقامته على الدوار، ونسمح باعتصام قبالة مجلس النواب”.
الخلاف بين نقابة المعلمين والحكومة لا علاقة للنواب به، فماذا يفعلون باعتصامهم قبالة مجلس النواب، ولهذا فلا خيارات أخرى مطروحة، سوى ان يرتفع صوت عٌقّال من الطرفين للوصول إلى نقطة مشتركة.
لا أحد مع تعطيل العملية التربوية وحرمان الطلبة من حقهم في يوم دراسي، ووزارة التربية هي صاحبة الحق في تعطيل الطلاب – هذا كلام صحيح – لكن إذا التزم المعلمون قرار نقابتهم واعتصموا فَمَن يُشرف على اليوم الدراسي ويدخل الصفوف لاعطاء الحصص الدراسية.
شاهدنا في أكثر من اعتصام سابق مغادرة الطلبة في مدارس عديدة بمختلف مناطق المملكة، وتجولهم في الشوارع، خاصة في المدارس التي التزم فيها المعلمون دعوة الإعتصام، هذا المشهد المؤلم لا يقبله أحد، ولا تقبله نقابة المعلمين نفسها، فهل نستطيع في الساعات المتبقية أن نشهد لحظة نتفق فيها على حلول من دون تنفيذ الاعتصام.
ننتقد توقيت الاعتصام، بأن تركت النقابة العطلة الصيفية كاملة وبدأت فعلها المطلبي في بداية العام الدراسي، ليأتي قول النقابة: إن الحكومة لا تسمع منها إلا إذا مارست الضغوط كلها عليها.
في كل اعتصام لنقابة المعلمين تخسر النقابة أهم مناصريها، أولياء أمور طلبة المدارس، الذين لن يتفهموا موقف المعلمين كوسيلة ضغط لتحقيق أهدافهم ومطالبهم المستحقة، إزاء مستقبل أبنائهم.
لم تعجبن دعوة نقابة المعلمين إلى الاعتصام مستغلين صورة المرحوم نقيب المعلمين الدكتور أحمد الحجايا، وكأن فيها نوع من الاستجداء العاطفي وإستغلال لشخصية باتت الان عند ربه.
نحتاج في الساعات القليلة المقبلة إلى ارتفاع صوت العقل في الحكومة (قليلة العقل والتدبير) وصوت العقل في النقابة وحلفائهما في القوى السياسية حتى لا نصل إلى مرحلة الاصطدام وبعد ذلك تكون الخسائر أكبر من المطالب المطروحة على الطاولة…
الدايم الله….