بقلم: أسامة الرنتيسي
حضرت افتتاح مهرجانات انتخابية لمرشحين وكتل عديدة خلال الفترة الماضية، أكثر ما لفت انتباهي مشاركة رئيس الوزراء الأسبق عبدالكريم الكباريتي في إشهار قائمة العهد في العقبة التي تضم ابن عم الكباريتي المرشح الصديق عبدالباسط الكباريتي ورجل السياحة خماش ياسين والتربوية ناهدة غضية. صاحبة الفرصة الاكبر في إكتساح مقاعد العقبة.
حضور عبدالكريم الكباريتي في أية مناسبة تذكر تكون العلامة الفارقة في ذلك اللقاء، وكلماته التي يلقيها على قلتها فهو العازف عن اللقاءات والمناسبات عموما، تكون الكلمة الأبرز في أية احتفالية.
في احتفال العقبة البهيج قلت قبل أن يعتلي الكباريتي المنصة ليكون المتحدث الأول كيف سيقدم الكباريتي نفسه في احتفال إشهار قائمة له فيها حصة، وهل سيدعو إلى انتخاب القائمة مثلما يتحدث معظم الخطباء.
كانت كلمة عبدالكريم الكباريتي مختلفة تماما مثلما هي العادة في كلماته وخطاباته القليلة، فقد تحدث عن عمق العمل البرلماني وضرورة التغيير إلى الأفضل، وتحدث عن هموم الأردن وتطلعات شعبه الكريم.
تحدث بالعموم، ولم يحشر نفسه في دعم قائمة من دون غيرها، ونظر إلى العقبة كمشروع وطني يحتاج إلى الأبناء الصالحين، وترك فهم الحكاية للمستمعين.
ابتعد في كلمته الرشيقة عن الغمز السياسي وانتقاد المرحلة، وهو الاكثر براعة في ذلك، واكتفى بتوجيه رسائل لحماية مشروع التحديث السياسي لأنطلاق الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري الذي طالب به جلالة الملك.
أظهر أنه رجل دولة من طراز مختلف، لا تستطيع إلا أن تكون مستمعا منصتا جيدا لكل حرف ينطقه.
بعد كلمة الكباريتي في احتفال العقبة تتالت كلمات المتحدثين، كان أبرزهم محمد داودية وصخر دودين، وقد حاولا أن يضيفا جديدا بعد كلمة الكباريتي لكنهما لم يتجاوزا الرسائل المهمة التي حملتها كلمة دولة عبدالكريم الكباريتي، لا بل وأشادوا بها وبمضمونها العذب.
بالمناسبة؛ حركة الكباريتي بين جموع الجمهور المقدر بسبعة آلاف تنم عن زعامة حقيقية ومحبة منقطعة النظير، وشعور أبناء العقبة أن هذا هو ابنهم البار الذي كان وسيبقى ابن العقبة والأردن عموما.
الدايم الله…