بقلم - أسامة الرنتيسي
سجل مدير مركز الحياة – راصد عامر بني عامر، أنّ 103 نواب في المجلس الـ 19 سيعيدون ترشيح أنفسهم للانتخابات النيابية المقررة في 10 أيلول المقبل.
اللافت في الانتخابات عموما، أن هناك شخصيات يعشقون الترشح للانتخابات حتى لو لم يحالفهم الحظ بالنجاح.
وتلاحظ أيضا إصرار بعض المرشحين على الترشح مرة وثانية وثالثة ورابعة، فتقتنع أن الانتخابات وأجواءها “سوسة” إن دخلت في ذهن أحد من الصعب أن ينفك منها.
لهذا نرى أسماء تتكرر في الترشح وعضوية المجالس عموما، ومهما كانت الوعود التي يسمعها مناصرو المرشحين، بأن هذه هي المرة الأخيرة ولن أترشح غيرها كلها وعود زائفة مثل كلام ليل يمحوه النهار.
حتى الذين يفشلون في الانتخابات ويدّعون أن تزويرا قد وقع فيها، ويشكّكون في نزاهتها، يعاودون الكرة مرات ومرات لعل الحظ يحالفهم، أو أن يلتفت إليهم من يُهندِسون الانتخابات فيَحجزون لهم مقاعد.
الأمر ليس محصورا في الأشخاص الذين ينجحون في الانتخابات بل أيضا في الأشخاص الذين لم ينجحوا يوما في أي انتخابات خاضوها، ومع هذا يصرون على تكرار التجربة، ويترشحون في أية انتخابات يحق لهم الترشح إليها.
لا أحد يريد أن يعترف أنه ليس جماهيريا وغير مقبول، ولا يعترف أن برامجه وسياساته تحتاج إلى مراجعات، حتى القرارات التي اتخذها وأخفق فيها، لا يريد من أحد أن يؤشر إليها.
لا أحد يقبل المراجعة والنقد، ولا أحد يسمع نصيحة من أحد بل لديه قناعات أن من ينصح له يهدف إلى منعه من الوصول إلى الكرسي، وأنه يطمع في أن يرثه في هذا المنصب.
عدم الاعتراف بالخطأ ثقافة يمارسها الأفراد والجماعات، والأحزاب والمنظمات والوزارات والمؤسسات، لا بل يتجاوز بعضهم إلى التعالي على الأخطاء حتى يصل الأمر إلى أن يُقنع المخطئ المعاند الآخرين بأنه دوما على صواب.. وأنهم هم المخطئون دوما.. إلى محاولة تبريره، وإلى تطويع المنطق ليصبح الصواب خطأ والخطأ صوابا.
ما دمنا بهذا التفكير وهذه الثقافة التسلطية وعدم الاعتراف بالخطأ وتقدير الموقف فسنبقى نسير إلى الخلف، ولن نتقدم خطوة واحدة.