بقلم - أسامة الرنتيسي
رسائل أردنية من تحت خط النار وصلت الكيان الصهيوني الغاصب من الاتجاهات كافة، تعبر جيدا عن الموقف المعلن للأردن ملكا وحكومة وشعبا.
الملك استقبل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في إطار الجهود لوقف العدوان على غزة، وأورسولا التي زارت عمّان بعد أن زارت القاهرة كانت رسالتها واضحة بأنها تحمل إغراءات مالية للأردن ومصر مقابل تليين الموقف لتمرير مشروع التهجير، فكان الجواب في العاصمتين واضحا.
الملك كان حاسما بضرورة التحرك فورا لوقف إطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين، محذرا جلالته من تفاقم الوضع الإنساني في القطاع، داعيا المجتمع الدولي إلى وقف هذه الكارثة الإنسانية احتراما للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وفي مصر سمعت من الرئيس السيسي “أنه لا فصال ولا مساومة في قضية تهجير الفلسطينيين داخل أراضيهم ولا خارجها..”.
وزير الخارجية (أبو عبيدة الأردني) أيمن الصفدي، كان قد أعلن قبل مجيء أورسولا بساعات، أن اتفاقية تبادل الطاقة والماء بين الأردن و”إسرائيل” كان من المقرر توقيعها الشهر المقبل، وأن هذا التوقيع قد تأجل إلى أجل غير مسمى، وأن معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية الموقّعَة بين البلدين في وادي عربة ١٩٩٤ سيتراكم عليها الكثير من الغبار.
أسخن الرسائل كانت من ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الذي وصل مطار العريش ليشرف على تجهيز وإرسال المستشفى الميداني الأردني الثاني إلى قطاع غزة، وفي هذا رسالة واضحة أن الدعم والمساندة للأهل في غزة على سلم أولويات القيادة والشعب.
ومجلس النواب ولجنته القانونية في حالة انعقاد دائم لمراجعة القوانين المرتبطة بالكيان الصهيوني بعد أن وافق المجلس بالإجماع على مراجعة الاتفاقيات الموقعة مع “إسرائيل” على خلفية العدوان على قطاع غزة. ومن أبرز الاتفاقيات الموقعة بين الأردن و “إسرائيل”: اتفاقية السلام عام 1994، واتفاقية الغاز عام 2016، إضافة إلى اتفاقيات أخرى في مجال المياه والطاقة.
ولأن الأردن يدرك جيدا أن دعم الأهل في الضفة الفلسطينية جزءٌ من دعم الشعب الفلسطيني عموما فقد قامت القوات المسلحة الأردنية بإرسال مستشفى ميداني إلى مدينة نابلس، لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمرضى والمصابين. يضم المستشفى فَرِيقًا طِبيًا متكاملًا من جميع الاختصاصات ومساعدات طبية وعلاجية متنوعة، لتقديم الخدمة الطبية والعلاجية للمواطنين الفلسطينيين في نابلس.
بالمناسبة؛ حركة آليات الجيش العربي الأردني التي اتجهت إلى الأغوار رصدتها فيديوهات المواطنين بكل المعنويات العالية والتحايا للنشامى، كما رصدتها استخبارات العدو الصهيوني في إدراك شديد بحجم الغضب الذي يعتري قلوب الأردنيين كافة مما تفعله آلة البطش الصهيوني ضد شعبنا في غزة والضفة الفلسطينية.
الرسائل الأردنية الساخنة لا بد من مراجعتها جيدا في الغرف الداخلية الصهيونية، كما على الأميركان والأوروبيين أن يصفنوا جيدا في هذه الرسائل حتى لا يخسروا أحد أهم أصدقائهم وأكثرهم تعقلا وإيمانا بالسلام في المنطقة.
الدايم الله…