بقلم: أسامة الرنتيسي
منذ أيام، وبعد مقالتي الأخيرة “هل هذا كل ما يملكه حزب الله” هاتفني طويلا صحافي فلسطيني لبناني كبير يقيم في لندن ومطلع على أوضاع حزب الله من قرب وقال لي: “إطمئن؛ حزب الله بألف خير وسترى ذلك في الأيام القليلة المقبلة”.
أبرز ما قاله الصحافي الكبير: وضع القيادة في حزب الله مستقر جدا، فالأمين العام القادم هاشم صفي الدين ليس غريبا على الحزب وهو فعليا يقود الحزب منذ أربع سنوات بعد أن استدعت حالة الأمين العام الصحية المرحوم حسن نصرالله أن يتولى صفي الدين مهام كثيرة، وهو قيادي من طراز رفيع، متشدد في موضوع المقاومة وفلسطين ودعم شعبها.
وهاشم صفي الدين (إن نجا من محاولة الاغتيال ليلة الجمعة) هو ابن خالة نصر الله، رجل دين يرتدي العمامة السوداء وقد أدرجته وزارة الخارجية الأمريكية بقائمة الإرهاب في عام 2017، وفي يونيو هدد بتصعيد كبير ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد اغتيال أحد قادة الحزب.
وهو من مواليد 1964، وهو رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله في لبنان، وأحد القادة البارزين للحزب.
الصحافي الفلسطيني الجنوبي وِلادةً وسكنًا – لا تزال عائلته تسكن الجنوب اللبناني – أكد أن حزب الله صنع في الجنوب أكثر مما صنعته المقاومة الفلسطينية في غزة، فشبكة الأنفاق في الجنوب اللبناني تكاد تكون باتجاهين، وما يرعب القيادة الصهيونية أن تكون الانفاق في عمق الاراضي الفلسطينية، لهذا ففي أول يوم تهديد بالاجتياح البري للجنوب لم تستطع قوات الاحتلال أن تتجاوز مترا واحدا داخل الأراضي اللبنانية وكانت قلقة من أن تتفاجأ من عناصر حزب الله يخرجون من الأنفاق من داخل الأرض الفلسطينية فتنتقل المواجهات إلى الداخل الفلسطيني، لهذا استمرت جرافات العدو في تدمير الأراضي اللبنانية على طول الحدود.
هذا الفعل ما قامت به عناصر حماس في 7 أكتوبر المجيد، فقد دخل مقاتلو حماس إلى غلاف غزة من شبكة أنفاق داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا ما أربك العدو الصهيوني، أما الذين شاهدناهم من أبناء الشعب الفلسطيني عبر الفيديوهات فهم الذين وصلوا تلك المستوطنات بعد أن علموا بنجاح العملية البطولية فهرعوا بالعصي والسكاكين للمشاركة في المعركة.
معنويات عناصر حزب الله أرتفعت كثيرا في اليومين الماضيين بعد أن انهارت بعد اغتيال نصرالله وعدد من القيادات العسكرية الأولى في الحزب، وكذلك معنويات أنصار الحزب ومؤيديه، وارتفعت أكثر بعد الصواريخ الإيرانية التي ضربت الكيان وأكدت أن إيران لم تتخل عن حزب الله ولا عن محور المقاومة، حتى لو أنها تلعب سياسة أكثر مما تلعب عسكريا.
الدايم الله…