بقلم: أسامة الرنتيسي
شخصيا؛ أصبحت على قناعة راسخة، ومعذرة على التعميم، لا يمكن أن أسمع عن جريمة بشعة تقشعر لها الأبدان إلا وتقفز إلى ذهني قضية المخدرات التي تنتشر كثيرا (للأسف) في بلادنا.
لحظة انتشار خبر قيام شاب في الكرك بطعن أستاذ جامعي فجرا بعد خروجه من المسجد، لم أجد تفسيرا فوريا إلا أن وراء القصة مخدرات، لكن تبين حتى الآن أن وراء القصة أمراض نفسانية، ولم تثبت حتى الآن قصة المخدرات التي ستجرى عليها فحوصات في المستشفى الذي أدخل فيه الشاب.
إنها المخدرات وما تفعله بالعقل يا سادة، وهي منتشرة منذ سنوات في شوارعنا ومدارسنا وجامعاتنا بشكل لافت، وقد تم التحذير كثيرا من تداعياتها، لكن للأسف لم تتم محاصرتها بل هي في اتساع مستمر.
لقد انتشرت في قرانا الصغيرة ووصلت إلى مناطق لا يمكن التصور أنها قد تصل إليها.
نُقدّر عاليًا جهود أجهزة مكافحة المخدرات، لكن على ما يبدو أصبحت الظاهرة أكبر من جهود المكافحة، تحتاج علاجًا جماعيًا يشارك به الجميع، يبدأ من المدارس.
حرب الحدود التي تخوضها قواتنا المسلحة مع المهربين، تؤكد المعلومات أنها حرب حقيقية، يقف وراءها دول تستهدفنا بالمخدرات والتخريب، وللأسف لا يمكن أن يعمل هؤلاء من دون إسناد من متعاونين من الداخل.
نسمع بشكل دائم عن إلقاء القبض على مهربين، وقتل بعضهم، والكميات المضبوطة كبيرة جدا، لكن بكل تأكيد هناك محاولات تهريب تنجح ولا يتم ضبطها، ولهذا فإن انتشار المخدرات واضح وكبير في مدننا وقرانا ومخيماتنا.
نسمع يوميًا خبرًا عن المخدرات، ولِنُذكِّر إن نفعت الذكرى أن الفاجعة الأكبر، عندما نسمع روايات عن انتشار ظاهرة المخدرات بين طلبة المدارس، والمصيبة أنهم طلبة لا تتجاوز أعمارهم الـ 14 عاما، وكذلك بين طلبة الجامعات!
قد يكون فرض رسوم وضرائب عالية على المشروبات الروحية وارتفاع أسعارها بشكل خيالي وكذلك السجائر هو أحد الأسباب الذي زاد من انتشار المخدرات نظرا لانخفاض أسعارها.
بالمناسبة؛ بعد تكليف عشيرة الخليفات الشيخ طلال الماضي رسميا للسير في الإجراءات العشائرية بمقتل الدكتور أحمد الزعبي، وبعد أن رحب أصدقاء وزملاء وأحباب شيخنا الكبير ابو هاشم في جروب جمعية الحوار الديمقراطي الوطني بدوره في فك النشب في قضايا كثيرة تقع في البلاد وخارجها، وأنا شخصيا لست فقط من المعجبين بدور الشيخ الماضي بل من أكثر محبيه، وأقدر عاليا الدور الوطني الذي يقوم به ويستهلك منه جهدا جبارا حتى أنه يضطر ان يغيب عن أهله وأحبابه كثيرا، فاقترحت في تعليق على الجروب قائلا ” والله يا شيخنا لازم يريحوك من الحلول العشائرية ويتركوا القانون يأخذ مجراه”، تفاجأت أن بعض الزملاء يؤيدون الترتيبات العشائرية ويعتقدون أنها أكثر نفعا من القانون.
الدايم الله…