باللسان أنت إنسان

باللسان أنت إنسان

باللسان أنت إنسان

 عمان اليوم -

باللسان أنت إنسان

بقلم - مصطفى منيغ

التعريف بالشيء نصف وجوده ، وما تَبَقَّى مفتوحٌ على حدوده، إن أرادها خضراء يانعة فباختياره ، وإن عقَّدَها فعائد لحِدَّةِ شروره، الشيء لا يبقى مُبهماً إن عرضناه على العقول المدركة عن كل حركة مبذولة سبباً يُحَوِّلها نشيطة أو متجمدة منتجة أو مجرد سؤال يبحث عن رده ، لتتشكل السلسلة الموجهة لضبط استرسال ما يجعل الحياة منازل تحكم غلق أبواب غرفها مزاليج مختلفات الحجم والآليات منها الساحب البساط عن وحدتها وأخريات قائمات على الخدمة المطلوبة في حينه ، دون تعطيل ما دام التطور ملتصق بالزمن وحسن تصريف المعلومات المحصل عليها كل وطاقاته ، في انسجام مبرمج يفرق بين بداية الفعل وانتهائه ، بلا تداخل في الاختصاصات المفروض السهر على إقامتها مَن وصل مرتبة القيادة عند قومه ، تطوعاً وليس بحد السيف أو رسم السوط على جلود الأقل حظاً للنزول لأرضه الملوثة بجبروته ، كأنه من عالم مختلف خاص به، التفاهم في مساحته مهما توسعت بتصرفات بطشه، بالإشارة وليحتفظ كل مخلوق داخل فمه بلسانه، ومَن لم يستجيب يُجْلَد بالإقصاء مرة ومرات بادعاءات باطلة تلحقه جوراً للدرك الأسفل لينسى  المظلوم بقهره إنسانيته ، منتسباً (عسى الخلاص يطرق كيانه) لأصغر ما في الغابة باقيا العمر كله متحسساً الوافد بنية التهامه.

... تكلم ، مادام لك لسان، فأنت إنسان ، خُلقت بحواس سليمة فلما تريد إخراس الأهم فيها ، أخائف مما ستدََّعي وهو خير تدافع به عن المنكوبين في إنسانيتهم من طرف مَن كان شبيها لآخر فرد منهم فاجتهد بالمقلوب، ليصبح أسود من لون "الخروب"، يجمع الماء ليطفئ نهم عطشه وجسده من أي طرف فيه مثقوب . لا يغرنَّك في الدنيا جاه غيرك إن تيقنتَ عن حق أنه تقليد لذكر الطاووس حيال أي أنثى تجرها بهرجة الألوان، لمصيدة لا تدوم مُتَعُها إلا القليل القليل من الزمان ، ولا يطربنَّك صياح ديك وأنت عالم أن مصيره الغليان ، في "طنجرة" تنقل جسده في دقائق من الذبح لوجبة غذاء تسبب لِلُعَبِ الجائع السيلان، الحكمة اقتضت أن لا يصمتا الاثنان . كلاهما سيان ، آكل أو مأكول فالأجدر الانتماء لكرامة الشجعان ، كالذاهب للدفاع عن المشروعية ولا يقين له أنه عائد لكومة صبيان ، تركهم وحليلته على ذمة الوطن ، والأخير لا يفكر في الحفاظ على بلسم حماس الارتباط  بنعمة الإيمان ، ولكن بالمزيد من ماسكي "العصايا" لمحاربة ما يتخيله عصيان ، كأن الحضارة انقلبت من تحكيم مبادئ إلى الرضوخ المطلق لفتن الشيطان، الهامس في أذن المتربعين على القمة بالكف عن التيهان، وإمساك السيف لضرب أعناق الناس الأبرياء كالأشقياء  خلف السميكة من الجدران ، ليهابهم الجميع ويحسب لهم عند النطق ألف حساب وحساب صاحب ضمير في لسان، هو مُعرف للإنسان بأنه إنسان . البحر نفسه عمقه كالقريب من الشطئان ، الغريق فيه أراكب في أعاليه كان أكبر وأضخم البواخر أم أحقر الزوارق على مسافة قريبة  من بر الآمان، واحد أمام "كن" القائل بها الرحمان .

omantoday

GMT 02:00 2016 الخميس ,28 تموز / يوليو

سُفْلَِيّ العربية في موريتانيا

GMT 02:40 2016 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

مراكش والزحف المتوحش - الجزء الثاني

GMT 00:31 2016 الجمعة ,15 تموز / يوليو

للصبر حدود، كما للحياء خدود

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باللسان أنت إنسان باللسان أنت إنسان



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab