بقلم :منى بوسمرة
كيف تعمل الإمارات على جبهتين، وسط أزمة عالمية معقدة ومتعددة الأوجه، وضعت العالم في إغلاق كبير؟ يد تقاتل على الجبهة الداخلية بتحكم وسيطرة، ويد تمد العالم بالإمدادات اللازمة والذخيرة الطبية والغذائية للصمود والمواجهة.
ليس مبالغة القول إن الإمارات تتقدم الصفوف في هذه الحرب العالمية، بكل فرقها الطبية واللوجستية والاقتصادية، ليس هذا فقط بل بوضع الخطط وحشد الطاقات نحو جهد موحد ومنسق لحصار الجائحة الفيروسية، ووضع خارطة طريق لإنعاش اقتصادي عالمي سريع.
الناقلات الوطنية تجوب العالم جواً بمئات الرحلات تنقل العالقين بين العواصم، وتغادر الإمارات وهي تحمل الشحنات الدوائية والغذائية والإغاثية لكل الدول التي تواجه عجزاً في تلك المواد، واختار عدد من أبنائها التجنيد في مستشفيات عالمية ليكونوا في قوات الصاعقة الطبية العالمية في بؤر تفشي الفيروس، فضرب العدو في الخارج لا يختلف عن الداخل، فالمعركة واحدة أينما ذهبت. وعلى المستوى الداخلي، تقف كل الأجهزة في حالة استنفار قصوى، على ثلاثة خطوط متوازية، الأول صحي تتضاعف تجهيزاته يومياً، والثاني اقتصادي يحافظ على ضمان الإنتاج والتوريد والتصدير وبقاء العجلة الاقتصادية في حالة دوران، والثالث حكومي يضمن استمرار الخدمات ورعاية مصالح الناس.
حجم العمل هائل ومعقد، لكن القدرات والإمكانات قوية ومتينة، والأهم هو غرفة عمليات المعركة، وكيف تدار بهذه الكفاءة مع تعدد المسارات.
بالعودة إلى السؤال، فإن الإجابة، تكمن في أمرين الأول، أن الدافع وراء هذا الجهد في داخل الوطن أو في كل أركان الأرض، هو نهج إنساني ثابت في سياسة الإمارات، منذ عهد الراحل زايد، والثاني أن حسن استثمار الثروات واستغلالها في بنية تحتية غير مسبوقة عالمياً في كل المجالات، جعل المواجهة رغم تعقيداتها ممكنة من دون ارتباك، فالسيطرة على انتشار الفيروس تحقق يومياً تقدماً مهماً، والأعمال تسير رغم أضرار من السهل إزالة آثارها.
المهم، عنوان الإجابة عن السؤال، إنها القيادة، ليس فقط في إدارة المعركة، بل تأسيس وبرمجة أنظمة حكومية وصحية واقتصادية واجتماعية وتعليمية، صلبة، ازدهرت عليها كل مبادرات التلاحم الوطني والدعم الإنساني. إنها قيادة الثقة والأمل، وعلامة النصر القريب، بإذن الله.