بقلم: عبد المنعم سعيد
ارتج العالم بسبب أحداث الحادى عشر من سبتمبر ٢٠٠١، وأعلن حلف الأطلنطى تفعيل المادة الخامسة من المعاهدة والتى تقضى بإعلان الحرب على من اعتدى على عضو من أعضائها. ولأول وآخر مرة فى تاريخ منظمة دافوس العالمية قررت نقل مؤتمرها السنوى إلى نيويورك مساندة للولايات المتحدة؛ ولما كنت مدعوا للمشاركة فقد كانت مناسبة لا يمكن تركها حيث يوجد أهم الشخصيات ذات الشأن الفكرى فى العالم. هناك التقيت بصديقى السعودى القديم د. إبراهيم المهنا ضمن وفد سعودى كثيف يحتوى على ما يقرب من ٢٠ سيدة من أساتذة الجامعات الذين يتحدثون الإنجليزية بطلاقة مع محتوى بالغ الغنى فى المعنى والمبني. هذه قصة أخرى عن استخدام السعودية لقوتها الناعمة فى لحظة عصيبة عليها وعلى العالم. قال لى المُهنا الذى ألف مؤخرا كتابا بعنوان: قادة النفط: نظرة من الداخل إلى أربعة عقود من سياسة المملكة العربية السعودية والأوبك لسياسة الطاقة الكونية, (دار نشر جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة) فى ٢٠٢٢: هيا بنا نذهب إلى نقطة الحدث الكبير؛ فهناك توجد الواقعة.
بدا الأمر ساعتها غريبا أن يذهب رجل جاء من بلد كان منها خمسة عشر ممن شاركوا فى أكبر عملية إرهابية فى التاريخ، ومعه رجل قادم من البلد الذى جاء منه قائد هذه العملية: محمد عطا. وصلنا إلى المكان الذى كان فيه مزيج من الركام ورفع الأنقاض، ولوحة كبيرة مكتوب عليها الكثير من ذكريات الضحايا مغلفة بحزن الأهل والأصدقاء، وكم هائل من الزهور. كان هناك طابور طويل ممن جاءوا لتقديم الاحترام وكان معنى الوقوف فيها الانتظار طويلا، وبعدها لن نعرف عما إذا كنا سوف ندخل أم لا. قطعت المسألة بالذهاب إلى قائدة شرطة المنطقة وقدمت لها صاحبى السعودى بعد أن ذكرت لها أننى مصري، وكلانا جاء للصلاة على أرواح الضحايا. بعد ثوان قليلة من التفكير فتحت البوابة وأدخلتنا. وهكذا دخلنا وقرأنا الفاتحة وعددا من الآيات القصيرة.