بقلم: عبد المنعم سعيد
فى التاريخ فإن مواجهة ظروف صعبة ليست جديدة على مصر تولد ضغوطا تطل عليها من كل اتجاه. حدث ذلك بعد فترة من النهضة التى لا تجعلها لا تتقدم فقط، وإنما أكثر من ذلك تطل على إقليمها بالجديد من فكر التقدم. حدث ذلك فى القرن التاسع عشر مرتين فى تجربة الوالى محمد على التى جاءت بعد الحملة الفرنسية والغزو الإنجليزي؛ وتجربة الخديو اسماعيل بعد الضغوط التى توالت بعد معاهدة لندن. وحدثت أيضا فى القرن العشرين مرتين مرة بعد الحرب العالمية الأولى التى ذهب إليها المصريون بالسخرة وأعقبتها ثورة 1919 التى قادت إلى تقدم ما عرف بالحقبة الليبرالية، والمرة الثانية بعد الحرب العالمية الثانية والهزيمة فى حرب فلسطين 1948عندما جاءت ثورة يوليو 1952 التى قادت من مصر امتدادا عربيا بالوحدة مع سوريا، ومع فشلها فإن النجم المصرى آخذ يخفت بعد حرب يونيو 1967. الرئيس السادات حاول مرة ثالثة بانتصار أكتوبر والانفتاح الاقتصادى واسترداد الأرض المصرية المحتلة ولكن جرى اغتياله. فى القرن الحادى والعشرين حاول الرئيس مبارك، ولكن محاولته جاءت متأخرة وانتهت بثورة 25 يناير 2011.
حاليا فإن مصر تعيش محاولتها الثانية فى القرن الجديد التى بدأت مع ثورة يونيو 2013 التى خلال السنوات العشر التالية نقلت مصر نقلة نوعية فى جغرافيتها، حيث بدأت المسيرة الكبرى بمشروعات عملاقة للانتقال من النهر إلى البحر، وفكرها من عقم الفكر الدينى الذى صاغه «الإخوان المسلمين» إلى تجديد الفكر الدينى الذى تصوغه أجيال جديدة من دعاة العصر. استمرت معدلات النمو فى مسارها الإيجابى على ضوء رؤية مصر 2030، ومعها جرى انتصار كبير على الإرهاب؛ ولكن العقد الثالث من القرن شهدت بدايته توالى مؤثرات سلبية من «كوفيد 19» حتى الحرب الأوكرانية، ثم حرب غزة الخامسة ومعها توالت حلقة النار المحيطة بالمحروسة. الآن فإن مصر تواجه اختبار تحدى الوصول المنتصر إلى 2030.