بقلم - عبد المنعم سعيد
لا أدرى كيف سيكون حال غزة عند نشر العمود؛ وقد يبدو العنوان متفائلا، ولكن فى لندن كان هناك من يتصور مستقبل غزة مشرقا. الإلهام جاء من ألمانيا عندما أعدت ألمانيا الغربية خطة لإدماج ألمانيا الشرقية فى ألمانيا الموحدة قبل عشرين عاما من سقوط حائط برلين. الذين أعدوا هذه الخطة كانوا يريدون أن تكون الخطة جاهزة فى جيوبهم عندما يسقط الحائط. وكان ذلك ما جاء فى مقال “كيرون مونكس” “خطة غزة بعد الحرب” الذى ورد فى “أخبار آبل” بتاريخ ٣٠ أبريل المنصرم عن مجموعة رجال الأعمال والأعمال الخيرية بريطانيين وأمريكيين وشرق أوسطيين”، والتحق بهم ممثلون للبنك الدولى وأخصائى التنمية العمرانية “كريس شوا” وشركة الاستثمار الفلسطينى العربى ومؤسسة “ماكينزي” وممثلون لتل أبيب ورام الله لإنشاء “الشراكة الاقتصادية والعمرانية لفلسطين” أو طبقا للحروف الأولى باللغة الإنجليزية “Prep” الذى يعنى “الاستعداد”. التحالف من أجل المهمة يقوم بالتواصل فيه “دافيد باريس” من صندوق استثمار لندن الكبرى.
قد يبدو الأمر كله غريبا فقد جرى ذلك بينما الحرب دائرة، وعندما جاء الإعلان عن هذا الجهد كان الصراع بين حماس وإسرائيل على حافة جولة أخرى من الصراع فى رفح هذه المرة، بينما العملية الدبلوماسية غير محسومة للحصول على هدنة أو أنه لا سبيل آخر غير فترة أخرى من الحرب. ما توصلت إليه هذه المجموعة هو سعيها لكى تكون هناك مشروعات تخلق فرصا للعمل، وتنشئ شبكة مواصلات واتصالات حديثة، وتبنى ميناء يرتبط بالعالم الخارجي، وكذلك إنشاء فريق لكرة القدم حديث؛ والمهم هو أن تحقق غزة معدلا لنمو الناتج المحلى الإجمالى بمقدار ١٠٠٠٪ (ألف). هذا ليس مستغربا، لأن اقتصاد غزة سوف يبدأ من الصفر؛ ولكى تنجح المجموعة أولا فى الإعداد فإنه جرى تجنب “السياسة” ؛ وثانيا أنه رغم هذا الاستبعاد السياسى فإن الإعلان عن المشروع ربما يكون محفزا للمتحاربين لكى يشاهدوا المستقبل من زاوية مختلفة.