بقلم: عبد المنعم سعيد
مازلنا فى إطار «دروس الماضى القريب» والحاجة إلى اللياقة البدنية فى النمو المستدام؛ وفى كليهما نجد حاجة ماسة للاتصال الجماهيرى الذى يقال عنه للاختصار الإعلام. هو حلقة وصل بين القيادة والجماهير تنقل القرار وما وراءه من روابط مع القرارات الأخري، وما أمامه من مستقبل تسعى الدولة للوصول إليه ويحلم المجتمع أن تكون طريقه للسعادة. هذه الحلقة فى عمليات التحديث والبناء تكون مثل الملاط الذى يربط بين حجر وآخر، وهى التى تمنع السقوط فى موقع الذين لا يريدون بمصر خيرا. وقفت غرفة العمليات الإخوانية مشدوهة أمام تفريعة قناة السويس الجديدة فقامت بتصغير ما حدث وصورته على أنه لا يزيد على «طشت غسيل»؛ كان الحقد كبيرا نتيجة إغلاق باب الاكتتاب الذى سجل وقوف الناس إلى جانب المشروع بما قدره 64 مليار جنيه. وعندما توالت المشروعات كانت الدعاية المضادة تخطف لفظًا من أحد أفلام الأستاذ عادل إمام «الفنكوش» للدلالة على أن ما يبنى أمام أعين الناس ما هو إلا كذبة كبيرة. وعندما ظهر أننا أمام مسيرة تزدحم بالمشروعات الكثيرة والمدن الرفيعة والعاصمة الجديدة؛ ظهر فجأة تعبير «فقه الأولويات»!.
وبينما معركة مواجهة الإرهاب تدور على قدم وساق، فإن قصتها لدى الإخوان كانت خليطا من الشماتة وتقليل الانتصار. سلسلة مسلسلات «الاختيار» كانت ضربة عظمى لأنها أوضحت أن بطولات رائعة يمكنها التحول إلى فن رفيع. سرعان ما أحدثت الشركة «المتحدة» فارقا فى المواجهة، ولكن بات أمامنا تحدى المستقبل الكبير وهو الحاجة إلى أوركسترا يربط ما بين موسيقى متعددة. أحيانا وصل الاجتهاد إلى أشكال من المجد ظهرت فى «موكب المومياوات» و«طريق الكباش» لكن الغموض ظل قائما لماذا تكون الأعمال العظيمة متفرقة وكيف خلال المرحلة المقبلة تكون المعزوفة كاملة؟ الوضوح والمصداقية والتركيز على المشروع الوطنى فى مجمل روابطه ومشروعاته ومن أين أتى وإلى أين يذهب هو المهمة المقبلة؟!