بقلم - عبد المنعم سعيد
لا توجد نية لتتبع حياة النجم الأمريكي توم كروز، أو لمناقشة أسرار طلاقه من «نيكول كيدمان»، فهذه مهمة آخرين يحترفون النجومية والنميمة؛ ولكن النية انعقدت علي ما ساهم به في وضع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة على منصة الإعلام العالمي عندما قام بتمثيل واحد من أفلام «المهمة المستحيلة» في مدينة دبي حيث تعلق وتمشي على جدران برج خليفة. ومن قبل كان فندق قصر الإمارات استقر على غلاف صحيفة التايم الأمريكية العريقة احتفاء بمعمار فريد. هذه المرة فإن توم كروز بدأ بالفعل تصوير فيلمه الجديد في مطار زايد الدولي الجديد، وإذا كان العالم قد اندهش كثيرا من مطار أبوظبي الدولي فإن عليه أن يستعد لدهشة أكبر حيث يوجد الإعجاز العلمي مع الاستعداد لكي توجد أهم محطة جوية وسوق واسعة بين الشرق والغرب. كان من حسن حظي أنه بين عامي ٢٠٠٨ و٢٠٠٩ شاركت في بحث حول الإمارات، وكان واحدا من الوصايا العشر التي قدمناها أن تاريخ الإمارات لن يكون خلفها، وإنما أمامها حيث مستقبل العالم في العلم والتكنولوجيا والخيال.
«توم كروز» وآخرون قاموا بمهمة «تسويق الإمارات» للعالم كدولة «كونية» يوجد فيها البشر من جميع أنحاء العالم؛ وفي سبيل ذلك مولت الإمارات أو شركات فيها أفلاما التقطت فيها مشاهد حتى ولو كانت صغيرة. كان ذلك فلسفة مغايرة لما هو شائع في مصر حيث يوجد فيها من المشاهد التاريخية والمعاصرة ما يغري، وكوادر فنية لها تجربة عريقة في الفنون. البيروقراطية المصرية بذلت جهودا سوف يحاسبها عليها التاريخ لكي تدفع شركات الإنتاج العالمية بعيدا عن مصر إلى المغرب لكي يجري فيها تصوير أحداث مصرية؛ وجميعها تحت دعوى أن العمل الفني سوف يسيء لسمعة مصر وعفتها. «الجمهورية الجديدة» في مصر سوف تكون أكثر شجاعة ليس فقط في رفع شأن الفن المصري، وإنما معه جذب الفنون العالمية إلى أقدم بلد وحضارة في التاريخ.