بقلم: عبد المنعم سعيد
فيلم «رفعت عينى للسما» هو أول فيلم تسجيلى مصرى يحصل على جائزة العين الذهبية فى مهرجان كان السينمائى الدولي. للأسف لم أشاهد الفيلم ولكن حكى عنه الكثيرون مجدا للسينما المصرية. الموضوع يناقش فرقة بانوراما «برشا» المكونة من ست فتيات يقدمن مسرح شارع يناقش قضايا مثل الزواج المبكر والتعليم، والحق فى اختيار شريك الحياة. سوف أترك الفيلم الفائز من زاوية الفوز لسبب بسيط هو أنه كان لدى فتيات مصريات الطموح لكى يعرضن على مجتمعنا وجهة نظر متقدمة. باختصار فى البيئة الصعيدية كانت لديهن الشجاعة ليرفعن أعينهن إلى السماء التى تعنى الرجاء أو طلب المستحيل. تاريخيا فإن المصريين القدماء نظروا دائما إلى أعلى ورسموا من خلالها النجوم، وأقاموا لها المسلات الفارعة لكى تربط ما بين الأرض والسماء حيث يأتى ضوء الشمس ودفؤها، والأضواء التى تتلألأ من أنوار عجيبة. الديانات السماوية شرعت بحسبان الشمس والقمر، وفى العصور الحديثة جدا باتت السماء تسمى الفضاء السحيق الذى يصل بنا إلى ما لا نهاية الدنيا وأبديتها.
الموضوع له زوايا عدة منها أن الوصول إلى جائزة فى كان بات كما لو كان وصول فريقنا القومى لكرة القدم إلى كأس العالم، أو شيئا من هذا القبيل العجيب فربما نصل إلى الأوسكار. ولكن فى حياتنا الآن، وفى لحظتنا المعاصرة فإن الطموح ليس مشروعا فى كل الأحوال، وأحيانا ينظر له وكأنه مفارقة لواقعنا الذى هناك إصرار على قياسه بالفقر والغُلب. خلال السنوات العشر الماضية كان هناك إصرار على الضيق بحيث إن ما هو واجب علينا أن نكتفى بما لدينا من مدن، وإذا شرعنا فى بعضها فلا داعى لكثرة، وإذا كانت الكثرة مرفوضة فلماذا نقيمها واسعة وشاسعة ويصل إليها القطار السريع، وكبير الأثافى «المونوريل». وقتها فكرت فى الأهرامات ومعبد الكرنك وتمثال رمسيس الثانى حيث كان الطموح دائما مستلهما من رفع العيون إلى السماء.