بقلم - عبد المنعم سعيد
تشكل منظمتا حماس وفتح إشكالية فى استطلاع الرأى ٩١ الذى أجراه المركز الفلسطينى للبحوث السياسية والمسحية عند المقارنة بين استطلاع شهر مارس وسابقه فى شهر ديسمبر. إجمالا يقول اليوم ثلث الفلسطينيين فقط إنهم يؤيدون حماس ٣٤٪، وهو ما شكل انخفاضا قدره ١١ نقطة من الوضع قبل ثلاثة أشهر. ورغم ذلك فإن تنظيم فتح لم يستفد بهذا الانخفاض حيث بقيت نسبة التأييد المنخفضة على حالها. التغيير الكبير يأتى من خارج الصندوق وهو صعود التأييد لمروان البرغوثى - القيادى فى فتح سابقا والمسجون حاليا ولمدة عشرين عاما أو يزيد - فى الانتخابات الرئاسية بين ثلاثة مرشحين تكون النتيجة لقائد فتح محمود عباس ٧٪، وزعيم حماس إسماعيل هنية ٣٢٪، ومروان البرغوثى ٥٦٪. أما إذا كانت المنافسة ثنائية بينه وهنية فإنه يفوز بأكثر من ٦٠٪ بارتفاع قدره ١١ نقطة وانخفاض لهنية بنسبة ٨٪. أما إذا كانت الانتخابات بين عباس وهنية فإن الأخير يحصل على ٧٠٪ والأول على ٢٢٪ وهو ما شكل انخفاضا مما كانت عليه الحال قبل ثلاثة أشهر قدره ٨ نقاط لهنية وارتفاعا قدره ٦ نقاط لعباس.
ومع أن التأييد العام لحماس ينخفض كتنظيم ساعة التصويت فى الانتخابات إلى ٣٠٪ فإن التأييد لها يرتفع فى كل أمر آخر، فهى الحزب السياسى الأكثر تفضيلا لقيادة الشعب الفلسطينى بنسبة ٤٩٪ (مقارنة مع ٥٤٪ فى ديسمبر) لأن فتح تحصل على ١٤٪. وفى العموم فإن الرضا عن أداء السلطة الوطنية الفلسطينية يتراجع خاصة فى الضفة الغربية؛ وكذلك انعدام الثقة فى كلا الطرفين المتنافسين وعند السؤال عن تركيبة السلطة المطلوبة فإن ٦٢٪ طالبوا بحكومة لا تخضع لسيطرة الرئيس عباس أو أى حزب سياسى آخر. ويفيد الاستطلاع أن ٦٥٪ (مقارنة مع ٦٨٪ قبل ثلاثة أشهر) تعتقد أن السلطة الفلسطينية قد أصبحت عبئا على الشعب الفلسطيني، و٢٧٪ فقط (مقارنة مع ٢٨٪) يعتقدون أنها إنجاز للشعب الفلسطينى. ماذا يريد الفلسطينيون إذن؟