بقلم - عبد المنعم سعيد
بدأنا العام الثالث للحرب الروسية ـ الأوكرانية، وهى مغرقة ليس فقط فى «ضبابها»، وإنما نتيجة حرب أخرى جرت فى غزة للمرة الخامسة. لكن الضباب الإعلامى والسياسى الدولى لا يعنى أن الحرب الأخرى قد أوقفت التطورات فى حرب أوروبا. نتيجة عامين من الحرب كانت أولا أنه لم يعد هناك حل، ولا مسار دبلوماسى لتحقيق السلام أو هدنة، ولم تعد هناك إلا حرب سكونها لا يقل سخونة عن قتالها. وثانيا أن كلا الطرفين روسيا الاتحادية وأوكرانيا، ومعها حلف الأطلنطي، لا يملكان سوى القتال، حيث الحرب تسير فى دورات زمنية تتوقف نسبيا خلال فصل الشتاء، وتشتعل فى جميع الفصول. وثالثا أن دورة الحرب بدأت بهجوم روسى كاسح، استولى على ٢٠٪ من الأراضى الأوكرانية فى الشرق والجنوب المتاخم لإقليم القرم الذى استولت عليه روسيا عام ٢٠١٤. وفى المقابل، فإن أوكرانيا نجحت فى إنقاذ العاصمة وإقليم الشمال، وبقى الغرب فى يدها مع إطلالة على البحر الأسود من ميناء أوديسا وذلك من هجوم مضاد أجرته فى عام ٢٠٢٢، ولكنها عندما أجرت هجوما آخر فى ٢٠٢٣ فشلت فى تحرير أرض إضافية، وإن نجحت فى تدمير الأسطول الروسى فى البحر الأسود، والقيام بهجمات سريعة داخل الأراضى الروسية.
الآن العالم على أبواب استئناف القتال مع بدايات الربيع الذى سوف يأتى ساخنا حتى ولو كانت أوكرانيا تنتظر ما قدره ٦٠ مليار دولار من العتاد والعدة فقط من الولايات المتحدة، ومع أقدار أخرى من دول أوروبية. روسيا بوتين متحرقة لكى تضع نهاية للحرب التى سوف تضاف لها حرب أخرى مع الإرهاب الذى وجه لطمة للرئيس بوتين فى أول أعوام رئاسته الجديدة. خلال الشهور القليلة المقبلة، فإن الحرب لن تكون بعيدة عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين الرئيس بايدن والرئيس السابق ترامب، وهى التى سوف تقرر حجم العون المقدم لكييف التى تعودت على أنت تزيد من حجم اعتمادها على نفسها.