بقلم - فاروق جويدة
الشيخ محمود خليل الحصرى واحد من أهم دعائم علم القراءات ليس فى مصر فقط ولكن فى العالم الإسلامى كله .. كان رجلا بسيطا متواضعا التقيت به فى بيته وأجريت معه حوارا حول علم القراءات ورحلته الطويلة مع كتاب الله وبعض آرائه فى رفاق مشواره من قراء مصر .. كانت له مدرسة خاصة فى تلاوة القرآن الكريم تتسم بالهدوء وصدق الإحساس والرصانة .. وقد أجاد قراءة القرآن بأكثر من أسلوب ورواية ، وكان معلما لأجيال كثيرة درست على يديه وتعلمت من تجربته .. وقد طاف الشيخ الحصرى كل الدول الإسلامية فى مناسبات عديدة، وقد وهب حياته للقرآن الكريم، قارئا ومعلما، وكان يتمتع بمكانة خاصة بين قراء مصر حتى أصبح إماما لهم .. والشيخ محمود خليل الحصرى من أبناء طنطا وسيدى أحمد البدوي، ولا أدرى لماذا كانت طنطا دائما بيتا لقراء مصر مصطفى إسماعيل والبنا والحصري، وقد يكون مقام السيد البدوى سببا فى ذلك .. وفى العالم الإسلامى الآن أعداد كبيرة من مريدى الشيخ الحصرى ومحبيه الذين اتبعوا طريقته وساروا على نهجه فى التلاوة .. ولا شك أنه صاحب مدرسة تميزت بأسلوبها وطريقتها عن كل قراء مصر .. إنه جيل من القراء العظام الذين قدموا أروع الخدمات لكتاب الله، إيمانا وصدقا وإحساسا، رضى الله عنهم بقدر ما أحبوا دينهم وأخلصوا لكتاب الله قراءة وتجويدا .. لم يكن الشيخ الحصرى قارئا عاديا فى مملكة التلاوة، ولكنه كان مدرسة للتجويد والتلاوة، ووهب حياته لأجيال من القراء الذين ساروا على دربه واتبعوا طريقته.