بقلم - فاروق جويدة
ليس كل زمان يحتضن الحب، هناك زمان لا يعرف الحب مثل فصول العام تماما مثل المواسم، والطيور تختار أوقات العشق وتختفى بعدها، والربيع لا يزور الحدائق فى كل الأوقات، والمطر يختار مواسمه، وكذلك الإنسان هناك زمان يفتح أمامه أبواب المشاعر فيحب ويشتاق وقد يتألم.. وأنت تستطيع أن تفعل كل شيء قد تجمع المال وقد تتولى منصبا وقد تنجح فى عملك ولكنك لا تستطيع أن تحب لأن الحب قدر قبل أن يكون إرادة، وليس القرار فى يدك.. قد تجد أمامك امرأة فائقة الجمال ولكنك لا تستطيع أن تأمر قلبك بأن يحبها وقد تجد امرأة تخاطب شيئا فيك، إنها تقتحم أيامك وتتسلل إلى قلبك وتسأل نفسك لماذا اختارتنى واخترتها.. إن الحب قدر جميل ولا نملك فيه شيئا، إنه يزورنا حين يريد ويفارقنا حين يشاء، وهو حين يقرر الرحيل لن يسمع أحدا، إنه يتسلل ليلا وأنت مسافر فى نوم عميق ويأخذ أشياءه، ولن يقول لك وداعا ولن يترك لك عنوانا، ولن تعرف مكانه، إنه فقط يترك رسالة من كلمة واحدة، إنه «النسيان».. فإذا شاهدت الحب يأخذ أشياءه ويختفى لا تطلب منه البقاء ولا تعاتبه لأنه لن يسمعك، سوف يترك لك رسالة صغيرة اسمها «الذكرى».. وما بين الذكرى والنسيان حاول أن تجلس مع نفسك وتراجع أخطاءكما معا، ربما تتعلم منها شيئا يسمى «المسئولية» تجاه من تحب لأنك قد تعيش الحب مرة ولن تراه مرة أخرى، ولا تحزن ولا تندم لأن الحب قدر جميل وهو أجمل حظوظ الدنيا إذا صدق. ولكنه إذا ذهب لا يعود.