بقلم - فاروق جويدة
لا شك فى أن العلاقات بين مصر والكويت لها أهمية خاصة, لأن تاريخ هذه العلاقات يمتد لسنوات طويلة .. ومن هنا تأتى أهمية الزيارة التى قام بها أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ، وهى أول زيارة يقوم بها لمصر منذ توليه السلطة فى البلد الشقيق، وقد لقى ترحيبا كبيرا من الرئيس عبد الفتاح السيسى.. وللكويت الدولة والشعب والأسرة الحاكمة علاقة تاريخية طويلة ، فقد عمل ملايين المصريين فى الكويت واحتواهم الشعب الكويتى بكل مظاهر العناية والترحيب، وعندما وقعت حرب الخليج واضطرت أعداد كبيرة أن تنتقل إلى مصر استقبلهم كل بيت مصرى بكل الود .. ولم ينس المصريون دعم الكويت فى حرب أكتوبر أو مشاركة جيش مصر فى حرب الخليج وتحرير الكويت .. والشعب الكويتى له تاريخ طويل مع مصر فقد عاش آلاف الكويتيين فى مصر، وقد استقبلت الكويت الآلاف من رموز الفكر والثقافة من الأدباء والمفكرين وأساتذة الجامعات أذكر منهم د.زكى نجيب محمود وأحمد بهاء الدين وفؤاد زكريا وجابر عصفور وفاروق شوشة ومحمود حسن إسماعيل وسعد أردش وأحمد عبدالحليم ، وشارك الفنانون المصريون فى النهضة الفنية التى شهدها المسرح الكويتى وتخرجت أجيال كثيرة فى جامعات مصر، وقد عاشت الشاعرة د.سعاد الصباح فترة طويلة من حياتها فى مصر. كما أن الصحافة الكويتية قامت فى بداياتها على رموز مصرية وكان د. أحمد زكى أول رئيس لتحرير مجلة العربي، وتولى كاتبنا الكبير أحمد بهاء الدين رئاسة المجلة ومعه الأستاذ فهمى هويدى .. وقد شهدت الكويت فى فترات متعاقبة نهضة ثقافية فى أكثر من مجال وظهرت فيها أسماء بارزة إبداعا وفكرا، وكانت ومازالت من قلاع الفكر فى عالمنا العربى .. من هنا تأتى أهمية الزيارة التى قام بها أمير الكويت للقاهرة لتؤكد عمق العلاقات بين الشعبين الشقيقين أمام تاريخ حافل من التواصل، خاصة أن العالم العربى يعيش فترة صعبة تتطلب الحرص على أمن الشعوب ووحدتها.