بقلم:فاروق جويدة
كل طفل بقى على قيد الحياة بين دمار غزة يسأل الآن: ماذا بقى لي؟ أبٌ مات، وأمٌ ترمّلت، وبيتٌ من الأطلال، وعالمٌ متآمر كان شريكًا فى المأساة.. إن شعب غزة الذى ينام الآن بين أطلال البيوت لم يجد يدًا تنقذه أمام مؤامرة دولية شارك فيها الجميع.. ماذا ينتظر العالم غير أن يحارب أهل غزة حتى آخر طفل فيها؟ لم يبقَ أمام أهل غزة غير أن يواجهوا المؤامرة بعد أن تخلى عنهم الأعداء والأصدقاء. لقد صمد أهل غزة، ولم يعد أمامهم غير أن يتحولوا إلى ألغام وقنابل. لم يبقَ للفلسطينى غير أن يصمد أو يموت.. إن العالم فرض على شعب غزة أن يقاتل، ولا بديل عن الشهادة أمام سقوط حلم الدولة، وخطة للتهجير، وقتل الأطفال، ودمار المباني، وتخلى العالم.. سوف يتحول الشعب، كل الشعب ، إلى ألغام ، وتصبح حرب العصابات الطريق الوحيد أمام أطفال غزة، وليس فقط رجالها..
سوف يدفع العالم الثمن حين تتحول غزة إلى بركان من الغضب ضد عالم تآمر عليها وترك عصابة من رعاع الأرض تسرق وطنها، وتقتل شعبها، وتستبيح مقدساتها.. لا شيء أمام غزة غير أن تعلن الحرب على هذه المؤامرة.. سوف يقاتل أهل غزة حتى آخر حجر فيها.
أحيانًا يجد الشعب نفسه محاصرًا بين الموت والموت، وهذا حال غزة الآن ، حيث لا حياة ولا وطن. أمام عالم فقد الرحمة، يصبح القصاص حقًا، فلا بديل للحياة إلا الموت. إن شعب غزة الآن أمام طريق مسدود يسلبه الحياة، وحين يصبح الموت الوسيلة الوحيدة للحياة، فلا بديل له.