مصطفى الفقى حيرة المثقف وحسابات السياسى

مصطفى الفقى ..حيرة المثقف وحسابات السياسى

مصطفى الفقى ..حيرة المثقف وحسابات السياسى

 عمان اليوم -

مصطفى الفقى حيرة المثقف وحسابات السياسى

بقلم:فاروق جويدة

 اليوم أكتب عن صديقى وبلدياتى ، وواحد من أبرز أبناء جيلى ، الدكتور مصطفى الفقى ، وهو يدخل ساحة الثمانين أطال الله عمره ومتّعه بالصحة.. كان من المفترض أن أشارك فى حفل تكريمه بعد غد تحت رعاية وزير الثقافة د.أحمد فؤاد هنو، ود.أسامة طلعت أمين عام المجلس الأعلى للثقافة ونخبة من كبار المثقفين، ولكن ظروفا منعتني..

 

ــــ مصطفى الفقى هو حالة ثقافية تتمتع باستقلالية غريبة، ولهذا يصعب على الإنسان تصنيف مشواره؛ هل هو دبلوماسى أم سياسى، أم كاتب مميز، أم عاشق من عشاق التاريخ؟ وقبل هذا، ماذا عن علاقة مصطفى الفقى بالسلطة؟ هل كان متمردا اختار السكينة، أم كان ساخطا فى صمت؟ الغريب أن مصطفى الفقى كان كل هؤلاء؛ فهو لم يفعل شيئا ارتجالا ، ولكنه كان على وعى كامل بكل قراراته..

ــــ جئنا مصطفى وأنا، من محافظة البحيرة إلى قاهرة المعز فى منتصف الستينيات.. التحق هو بكلية وليدة هى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والتحقت أنا بكلية الآداب قسم الصحافة.. كنا قد درسنا معا فى مدرستين مختلفتين فى مدينة دمنهور، وفرقت بيننا الأيام والأحداث والبشر.. كنت أتابع مشوار مصطفي، زميلى الحالم، وشاءت أقدار جيلنا أن نواجه أكبر صدمات عمرنا وهى نكسة 67 وهزيمة 5 يونيو.. كان قدر هذا الجيل أن يعيش مأساة الشتات؛ فمنّا من هاجر مستسلما، ومنّا من بحث عن عمل فى دولة عربية، ومنّا من بقى على العهد ولم يفرط فى أحلام..

ــــ شق مصطفى طريقه دبلوماسيا متنقلا ما بين لندن ودلهى وفيينا، وأخذت مكانى على شاطئ الأهرام.. نجح مصطفى الفقى فى قلعة الدبلوماسية المصرية وأصبح سفيرا مرموقا وسط كوكبة من رموز الخارجية المصرية العريقة.. وسرعان ما وقع الاختيار عليه ليكون سكرتيرا للمعلومات مع الرئيس الأسبق حسنى مبارك.. هنا، اتسعت مساحة أحلام مصطفى رغم أجواء البلاط، لكن يبدو أن فرص الانطلاق قد ضاقت وأن سفينة الأحلام توقفت، فترك مصطفى قلعة الرئاسة لكى يعود إلى قلعته الأولي..

ــــ أذكر يوما كنا فى لقاء مع الرئيس الراحل مبارك، وكانت هناك منصة جلس عليها كتاب مصر الكبار: الحكيم، ونجيب محفوظ، وأنيس منصور، وزكى نجيب محمود.. جلست بجانبهم ، وجاء مسئول من الرئاسة وطلب منى أن أترك مكانى لأنه مخصص لأحد المسئولين فى الرئاسة ، فرفضت أن أترك مكانى وقلت للمسئول: «إذا قمت ، سوف أخرج ولن أحضر اللقاء».. كان مصطفى الفقى يتابع الموقف من بعيد ، وجاء مسرعا وقال للمسئول: «أنت لا تعرف فلان»، واعتذر لى وجلست فى مكاني.. كان وجود مصطفى الفقى فى مكتب الرئيس فى ذلك الوقت يعطى المكان قيمة ومصداقية..

ــــ كان مصطفى من أقرب الناس إلى الدكتور أسامة الباز، ولا شك فى أن أسامة كان من أبرز الرموز التى أضافت وعلمت واتسمت بالفهم والحكمة.. واجه مصطفى الفقى تحديات كثيرة، واصطدمت أحلامه مع حسابات الآخرين؛ فقد كان أكبر أحلامه أن يكون وزير خارجية مصر، وكان يستحقها.. يسرى ذلك أيضا على أسامة الباز.

ــــ كانت أمام مصطفى فرصة أخرى وهى أمانة الجامعة العربية، ولأسباب مجهولة وقفت الفرصة على بابه واختفت لأسباب غامضة..

وسط كل هذه التحديات، لم تهدأ رحلة الأحلام فى مشوار مصطفى الفقي؛ فقد أصبح رئيسا لمكتبة الإسكندرية، وهى قلعة ثقافية عريقة، واستطاع أن يحولها إلى منارة ثقافية وحضارية فى سنوات قليلة..

ــــ كان مصطفى الفقى من الذكاء بحيث إنه كان يعلم متى ينسحب ومتى يعود، وإن كان حاضرا طوال الوقت.. كان قادرا على أن يحدد مكانه وسط صخب السلطة وضجيج المناصب، ولا شك فى أنه أعد نفسه إعدادا جيدا فى منابع ثقافته ومدى علاقاته.. حين اقترب من الوسط الثقافى كاتبا ومفكرا، كان قد استوعب الأشياء بعمق؛ فاقترب من كل شيء فى ظل حسابات واعية، وأخذ من السياسة ما أراد، وأخذ من الثقافة والفكر ما يؤكد قدراته ومواقفه.. كان مصطفى متوازنا فى كل حساباته ، فهو لا يسرف فى شيء، سواء كان قناعة أو موقفا، وقد اهتم كثيرا ببناء نفسه ثقافة وفكرا ومسئولية..

ــــ كانت رحلة مصطفى الفقى مع الكتابة الصحفية أعمق أدواره وأكثرها قيمة وثراء، فقد تجول بكامل حريته فى آفاق ممتدة جمعت الحاضر والماضى وغاص فى أعماق التاريخ عاشقا لوطنه تاريخا ورموزا وأدوارا وإن اتسم مشواره بالكثير من الحذر لأنه يعرف مناطق الأشواك.. وقدم للناس تجربة إنسانية خاصة اتسمت بالعمق والتفرد.. كان أجمل ما فيها أنها لم تكن صدى لأحد وتجاوزت تجارب الآخرين ولم تحمل صاحبها أعباء الانقسامات والحسابات..

فقد كتب مصطفى الفقى السياسة على طريقته، وكتب التاريخ كما رآه ، وكتب عن الناس ما أحب فيهم.. وقبل هذا كله، أضاف إلى كتيبة رموزنا الكبار كاتبا متفردا، والأهم أنه نأى بنفسه عن صخب الحياة الثقافية وضجيج مثقفيها ومعاركهم الوهمية، وجلس بعيدا مغردا لقيم الخير والعدل والجمال..

كان مشوار مصطفى الفقى متنوعا متعدد الأحلام والرؤى سياسيا ومسئولا وكاتبا وكان نفسه فى كل ما اختار من الطرق والأحلام

مصطفى، كل لحظة وأنت بيننا.

 

..ويبقى الشعر

مَازلتُ أركضُ فى حمَى كلماتِـى

الشِّعْرُ تاجى والمدَى ملكاتـــــِى

أهْفو إلى الزَّمَـن الجميـــل يهُزُّنـــى

صخبُ الجيَاِد وفرحة ُ الرَّايَاتِ

مازلتُ كالقدِّيـــس أنشـــرُ دعوَتِـــى

وأبشِّـــرُ الدُّنيَــــــا بصُبْـــح ٍ آتِ

مازلتُ كالطفـل الصَّغيــــر إذا بَـــدَا

طيفُ الحنـَان يذوبُ فى لحظاتِ

مَازلتُ أعْشقُ رغْـــمَ أن هزَائمــــِى

فى العشْق كانتْ دائمًا مأسَاتِـــى

وغزوتُ آفاقَ الجمَــــال ولم يـــزلْ

الشِّعْرُ عندى أجملَ الغـــــزوَاتِ

واخترتُ يوْمًا أن أحلـقَ فى المـــدَى

ويحُومُ غيْرى فى دُجَى الظلمَاتِ

كمْ زارنِى شبحٌ مخيـفٌ صــــــامتٌ

كمْ دارَ فى رأسى وحَاصَر ذاتِى

وأظلُّ أجــرى ثمَّ أهــــربُ خائفـــــًا

وأراهُ خلفِى زائغَ النـَّظــــــــراتِ

قد عشْتُ أخشَى كل ضيْـفٍ قـــــادم ٍ

وأخافُ منْ سفهِ الزمان الـْعَــاتى

وأخافُ أيَّـامَ الخريـــــفِ إذا غــــدتْ

طيفـًا يُطاردُنِـى علــــى المـــرْآةِ

مَازلتُ رغمَ العُمْر أشعُــــرُ أننِـــــى

كالطفـْـل حينَ تزُورُنــى هفوَاتِى

عنـْدى يقيــــنٌ أنَّ رحْمَــة خالِقِـــــى

ستكونُ أكبرَ منْ ذنوب حَيَاتِـــى

سافرتُ فى كلِّ البـــــــلادِ ولـمْ أجــدْ

قلبـًا يلملمُ حيرَتــــى وشتــاتِـــى

كم لاحَ وجهـــــكِ فى المنام وزارنِى

وأضاءَ كالقنديل فــى شرُفاتِـــى

وأمامِــــى الذكرَى وعطرُكَ والمـنىَ

وجوانحٌ صارتْ بــــلا نبضــاتِ

ما أقصــــرَ الزمنَ الجميلَ سحابــــة ً

عبرتْ خريفَ العمْر كالنـَّسَمَـات

وتناثرتْ عطـــرًا علـى أيَّــــامنـــــَا

وتكسَّرتْ كالضَّوْء فـى لحَظــاتِ

ما أصعبَ الدُّنيـــا رحيـــلا ًدائمــــًا

سئمتْ خطاهُ عقارب السَّاعَـــاتِ

آمنتُ فى عينيـــكِ أنـَّـكِ موطِنِــــــى

وقرأتُ اسْمكِ عنــدَ كلِّ صَــــلاةِ

كانتْ مرايَا العمْر تجْـــرى خلفنـَـــا

وتدُورُ ترْسُمُ فى المدَى خطواتِى

شاهدتُ فى دَنـَـــس البلاطِ معابـــدًا

تتلى بهَا الآياتُ فـــى الحانـــاتِ

ورأيتُ نفْسِــى فى الهواءِ مُعلقــــــًا

الأرضُ تلقينـِـى إلـى السَّمَــواتِ

ورأيـــتُ أقدارَ الشعُـــــوبِ كلعبـــةٍ

يلهُو بهَــا الكهَّــانُ فى الـْبَـاراتِ

ورأيْـتُ أصنــــامًا تغيِّـرُ جلـــدهَــــا

فى اليـوْم آلافـــًا مـــن المـــرَّاتِ

ورأيـتُ مـنْ يمشِــى علـــى أحلامِـهِ

وكأنـَّهَــا جُــثثٌ مـــن الأمـــوَاتِ

ورأيتُ منْ باعُوا ومنْ هجرُوا وَمَنْ

صلبـُوا جنينَ الحبِّ فى الطـُّرُقاتِ

آمـــنتُ بالإنْـسَــــان عُمــــْرى كلـــهُ

ورسمتـُـهُ تاجـًـا علـى أبيـاتِــــى

هوَ سيِّدُ الدُّنـْيـــا وفجْــــرُ زمَانهَــــــا

سرُّ الإلـهِ وأقــدسُ الغــــَايَــــاتِ

هو إنْ سمَا يغدُو كنجم مبْــهر

وإذا هوَى ينحطُّ كالحشـــــراتِ

هلْ يسْتوى يومٌ بكيتُ لفقـــــــــْدهِ

وعذابُ يوم ٍ جاءَ بالحسرَاتِ ؟!

هلْ يستـَوى صُبحٌ أضاءَ طريقنـَا

وظلامُ ليْـل مَر باللعنـــــــاتِ ؟!

هلْ يستوى نهرٌ بخيلٌ جَاحـــــــــدٌ

وعطاءُ نهْر فاضَ بالخيرَاتِ ؟!

أيقنتُ أنَّ الشـِّعْر شاطئُ رحْـلتــــِي

وبأنهُ عندَ الهلاكِ نجَاتِــــــــــي

وكرهتُ فى ذهبِ المعزِّ ضـــــلالهُ

وخشيتُ من سيْف المعــزِّ ممَاتِي

ورفضتُ أن أحْيا خيَالا ًصــــــامتـًا

أو صَفحة تطوَى معَ الصفحَـــــاتِ

واخترتُ من صَخبِ المزادِ قصَائِدِي

وَرَفضتُ سوقَ البيْع والصَّفقـَاتِ

قدْ لا يكونُ الشِّعرُ حِصْنـــــًا آمنـــــًا

لكنهُ مجْدٌ .. بلا شـُبُهــــــــــــاتِ

والآنَ أشعرُ أن آخرَ رحْـلتِــــــــــــى

ستكونُ فى شِعْرى وفى صرَخَاتِي

تحْت الترابِ ستختفى ألقابُنــــــــــــا

لا شئَ يبْــقى غيرُ طيفِ رفـــــاتِ

تتشابكُ الأيدي..وتنسحبُ الــــرُّوي

ويتوهُ ضوْءُ الفجْر فى الظلـُمـــاتِ

وترى الوُجُوه على التـُّراب كأنــــــهَا

وشمٌ يصَافحُ كلَّ وشـْــــــــــــم آتِ

مَاذا سَيبقى منْ بريق عُيُوننـــــــــــا ؟

لا شىْء غير الصمْتِ والعَبَــــــراتِ

ماذا سَيَبقى من جَوادٍ جـــــــــــــامحٍ

غيْرُ البكاء المرِّ.. والضَّحكـــــاتِ؟

أنا زاهدٌ فى كلِّ شيْءٍ بعْدَمــــــــــــَا ..

اخترتُ شعْرى واحتميتُ بذاتِـــــي

زينتُ أيَّامى بغنوةِ عاشِــــــــــق

وأضعتُ فى عشـْق الجْمال حَيَاتي

وحلمتُ يَوْمًا أن أراكِ مَدينتـــي

فوق السَّحاب عزيزة الرَّايَــــــــاتِ

ورَسَمتُ أسرابَ الجمْال كأنـَّها

بينَ القلوب مواكبُ الصَّــــــــلواتِ

قد قلتُ ما عندِى ويكفى أنني

واجَهْتُ عصْرَ الزَّيْف بالكلِمــــاتِ

 

omantoday

GMT 19:15 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الغرب يخطئ مرتين في سوريا

GMT 19:13 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والمسألة الثقافيّة قبل نكبة «حزب الله» وبعدها

GMT 19:12 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حب وزواج في زمن الحرب

GMT 19:11 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود المياه لمجاريها بين الجماعتين؟

GMT 19:09 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نظرة على الأزمة السورية

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بلاد الشام... في الهواء الطلق

GMT 19:07 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: بدء موسم المبادرات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصطفى الفقى حيرة المثقف وحسابات السياسى مصطفى الفقى حيرة المثقف وحسابات السياسى



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
 عمان اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 20:55 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
 عمان اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 21:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية
 عمان اليوم - تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab